ا كارما وأخواتها: 2012

السبت، 27 أكتوبر 2012

كلاكيت تانى مرة..خروف العيد.. وشعبولا.. (2)!!


اللعنة على هذا المكان الموبؤ..
أجساد ملقاة -بإهمال- على أسرة ملوثة ببقع الدماء..ليتهم يموتون وأرتاح من عويلهم المنكوب هذا..عذراً..ليس كلهم..فجدُّى راقد مثلهم بينهم..!
أنظر الى أخى وإبن عمى فى شرود.. نادباً حظى الهباب اللذى جعلنى أقضى أول أيام عيد الأضحى فى مستشفى أطفيح المركزى..
وأفق من شرودى على أثر تساؤل ألقاه الطبيب الممارس عن ماذا "طفح" الحاج قبل ما يصاب بالتسمم الغذائى - واللى على أثره هرعنا به الى المستشفى المركزى..
مغلقاً إحدى عينيا وناظراً بالأخرى الى المصباح- مصطنعاً التذكر:
- مش فاكرالصراحة..ممكن يكون الترمس؟ او الموز؟ البت نجلاء بنت عمى إديته حتت جلاش بالبندق.. يمكن هيا؟ مش عارف الصراحة أصل جدى طفس ورمرام ومفجوع ده ممكن يكل العيانين اللى فى العنبر لما يشد حيله..طب استنى..الفته والضانى؟ بس كُلنا كَلنا منها..أصل معتقدش الكسكسى هو..
تقاطعنى شخرة الطبيب مستنتجاً على أثرها سبب وجودنا بجدى هنا..
الكسكسى..
ولكن كيف بداء هذا؟؟!


                                        *         *        *
البداية كانت إتصال هاتفى من مكة تخبرنا بضرورة قضاء أول أيام العيد مع الجد(حيث أن الوالد والوالدة فى أرض الحجاز يؤدون المناسك المباركة فالواجب يحتم علينا أن نتجمع فى بيت العائلة ويلتئم الشمل فى تلك الايام الشريفة خخخخ ) 
وهكذا..إضطررنا أن نقضى-أنا وأخويَّا- وقفة العيد فى "أطفيح" موطن جدى أبو أبويا..
المهم مش هطول عليكم ومش هرغى ف إيه اللى حصل ليلة الوقفة..فخلينا نخش على اللى حصل فى صباحية العيد..كانت صباحية نكد وبضان.. وهتعرفوا ليه حالاً..
كالعادة ..صحيت من النوم على الضهرية- طبعاً هما حاولوا يصحونى أصلى العيد بس لما سحبت عليهم المطوة طفوا النور وخرجوا وسابونى نايم زى الكلب-على ما بيوصفوا.
صحيت واتمطعت بتلذذ -بالعند فيهم- وأول حاجة قولتها:
- الطفح جهز يجدعان ولا لسه..أحا..أنا مش شامم ريحة لحمة ليه..إنتم كفار ولا إيه؟!
فتضحك عمتى وجدتى وتؤنبنى زوجة عمى بشويش:
- ما براحة علينا ياض..الناس بتصطبح فى اليوم ده وتقول "صباح الخير يا بشر".. "كل سنة وانتم طيبين" .. "فين العيدية..؟!" وإنت همك على بطنك..طب بالعند فى جنابك الغدا هيجهز بعد العصر..ولو جعان وهفتان -بعد الهباب اللى طفحته امبارح ده (قصدها ع المخدرات وبتسيحلى الشرموطة) عندك الترمس والشكولاته..ولا إعمل زى جدك وإضربلك طبق كسكسى من بتاع امبارح !
بصيتلها فى فزع:
-إيه؟..كسكسى..؟! دنا شايف الصراصير امبارح بتنقب فيه عن بترول ! إنت ليه بتعاملينى كده يا مراة عمى.. دنا بحبك زى امى بالظبط..طب شوفيلى جناح ولا حتة كبدة ولا زلموكة حتى !
فتقهقه هى والحريم بشدة وتصدمنى:
- ياض ده لحم ضانى..جناح إيه وقناصة إيه يا فقرى..خدلك صوباعين موز تصبيرة وخش إترزع مع الرجالة لحد ما نجهز الغدا..أوفر !
فأتناول صوباعين الموز مجبراً..وادلف الى الحجرة الواسعة بتاعة الضيوف..وأجد شباب العائلة مجتمع حول جدى وبين كل فرد والاخر طبق سودانى وطبق ترمس وقطع شكولاته ومخدات وعلب سجائر وليلة كبيرة..
فأهمس فى أذن أخى الأكبر:
- أنتوا ملمومين هنا ليه؟ هو الحاج هيديكوا عيدية العيد ده ولا إيه؟
فينظر لى أخى الأكبر بقرف ويقول وفتات الترمس يتناثر من بين شفتيه على وجهى اللى لسه مغسلتهوش بالمناسبة:
- ياض إرمى السلام وعيد على إخواتك وقرايبك وجدك يا واااطى..وبعدين أرغى فى العيدية.. إنت كافر ياض؟!
بصيتله بضحك وقولتله:
-غريبه..لسه قايلهم بره نفس الكلمة..ويا عم متزعلش نفسيتك..كل سنة وانتم طيبين يا جماعة والسنة الجية تكونوا فى الحجاز..ارتحت يا معلم..أهو مفيش كلب عبرنى ورد عليا السلام.. هما مركزين فى إيه كده بالصلاتو ع النبيز؟
فيغمزنى أخى بكوعه ويشير الى جدى..فأجده يحكى فى قصص شبابه اللتى لا تنتهى.. فأتناول طبق الشيكولاطة وألتهم منها ما أقدر على التهامه وأُنصت لحكاوى جدى..فلكم أمتعنى بفتيه..


                                        *         *        *

ملحوظة:
(التعليقات ما بين القوسين هى لكيرا)
ساعلاً باصقاً سارحاً يردد جدى ما يلى:
- أما كانت ايام يا ولاد.. أفتكر مره كنت ماشى بالليل على طول السكة الحديد..وكان قبليها من يومين واحد القطر فارمه وعامله بوفتيك..وألاقيلكم..
يقاطعه ابن عمى مشمئزاً:
- ياجدى إنت لسه حاكيها من عشر دقايق..ثم إحنا فى يوم مفترج وعلى لحم بطننا من ساعة الصلاة..ففكك من قصص الجثث والهمبرجر دى..
فيطرق جدى برأسه فى أرضية الغرفة سارحاً ثم فجأة:
- لقيتها..بس على الطلاق اللى هيجيب سيرة لستكوا عن الحكاية دى لأنفخه..
فيقاطعه أخى الأكبر بإبتسامة شفوقة:
- هتحكيلنا عن مغامرتك العاطفية مع  البت هانم لما كنت لسه خاطب ستى ساعتها وإزاى طلعت ملبوسة بعفريت والعفريت كاتب عليها عرفى..والنعمة لسه حكيهلنا من نصاية يا جدى..فيش جديد..؟؟
فيطرق جدى فى صمت لاعنا الزهايمر اللى إبتلاه بيه ربه وطال صمته..
فضحكت فى سرى..
هؤلاء الحمقى يضيعوا لحظات شبابهم الثمينة فى الإستماع لتخاريف كهل عجوز.. بالتوفيق..
وهممت بالخروج لولا استوقفنى صوت الجد مخاطبهم:
- طب أحا بقى..طب أنا حكيتلكم اللى حصل معايا أنا وإدوارد النصرانى وشعبان الحلوانى فى الترب؟
رجعت قعدت تانى ومسكت طبق السودانى..حكم القصة دى أول مرة أسمعها من جدى وشكلها رعب فشخ وأنا بعشق الهجص ده..
ولما جدى لقى الكل متنحله ومفنجل عنيه وبطلوا بضينه عليه وصحصحوا..إبتسم فى ثقة..
وبداء يحكى..
والكل نسى نفسه وركز مع كلامه ..
الراجل ده سحرهم ولا إيه؟
وسحر إيه اللى بيقول عليه؟؟
فيه إيه يا جدعان؟؟!
                                        *         *        *
سارحاً-جدِّى- فى الأفق(اللى هو بالمناسبة الحيطة عشان الأودة شباكها وراه) محدثاً إيانا:
" أكتر حاجة حمدت ربنا عليها فى الليلة دى إنى كنت مفضى الجوزة من نصاية (يقصد تبول وأفرغ مثانته من نص ساعة) عشان لو مكنتش عملت كده كنت عملتها فى لباسى مفيش كلام..
الترب والقبور..
ليلة وقفة عيد الأضحى المبارك..
حد يتصور إننا نقضيها إحنا التلاته هنا..
مع الخروف المسحور ده؟؟!"

                                        *         *        *

زمان البلد مكنتش مليانة بشر كتير كده..كنا نتعد على صوابع الايد-(خخخ معلش عديله واديله) وكان فيه وحدة وطنية بين المسلمين والمسيحيين..مش زى اليومين دول محدش طايق التانى..
كنت مطرح ماروح ملازمنى إتنين.. إدوارد النصرانى-كان صبى حلاق ساعتها- وشعبان الحلوانى -كان شغال مع أبوه فى الوقود الحيوانى بتاع الأفران(يقصد الجلة يعنى..كسم صحابك يا جدى) وكنا زى الإخوات بالظبط..
ساعتها أنا كنت لسه شغال مع جدكم فى الجزارة..كنت بستوعب المهنة بسرعة ووصلت لمرحلة إنى أشفى الحمـا.. قصدى الجموسة فى ساعة زمن مش أكتر..
وف يوم..
لقيت الواد شعبولا-حوالى 14 سنة- جايلى جرى ومش قادر ياخد نفس أمه..
خفت ليكون البت هانم أخته حصلها حاجة-أوعوا تحكوا لستكو الكلام ده يا ولاد الصرمة- المهم سيبت اللى فى إيدى مفزوع وجريت عليه اهديه وأستفهم منه إيه المصيبة اللى حصلت عندهم..ده حتى فرحه  كمان يومين ومش طالبه فقر وغم..
لقيته خادنى فى جمب وإبتدى يشرح:
- أنا بقيت خروووف يا ماضبولى..خرووووف !
بصيتله ومستنيه يكمل كلامه..لقيته متنح..وبعدين إنفجر فى العياط زى الندابات بتوع القرافات..
أبص على قرون ولا فروة ولا حتى حتة لية مش لاقى..الواد إتجنن ولا إيه إبن المرا؟!!
فحاولت أهديه كأى صاحب بيهدى صاحبه العلق:
- يا شعبان متقولش على نفسك كده..إنت حلو أهو.. هو حد قالك إنك بلية مثلاً فإتقمصت.. متفهم دين أبويا وتبطل عويل ياض !
لقيته بيرشف دنونه(مخاطه) وبيقولى وهو مش على بعضه:
- د..دلوقتى يا ماضبولى إنت عارف إن دخلتى على فتحية بعد بكره..المهم وإحنا بنرص العزال(كسمكم..هو كان على أيامكم عزال يا ولاد المرة..دى حصيرة وزير وباجور جاز وشخراً) حاولت أتحرش بيها وكنت ناوى-والنية لله- أغتصبها..بس لقيتنى خرووووف..خروووف يا ماضبولى..
بصيتله على أمل إنه يشرحلى معنى كلمة خروف بس مشرحش..من نظرته فهمت قصده..
شعبولاً طلع مبيعرفش يا ولاد..
وفتحية بنت شرموطه ومش هتستر عليه..بس ثوانى..
-ولا يا شعبان..إنت ياض متأكد إنك مبتعرفش؟..أمال العجلة اللى كنت بتنط علــ...
قاطعنى فى فزع:
- أحا يا ماضبولى.. إنت هتسيحلى ولا إيه..مش ناقص فضايح..
فضلت أفكر..ولاقيتها:
- ولا يا شعبان..أنا فهمت إنت مالك..إنت معمولك عمل ياض.
شعبولاً بإسبهلال:
- عمل؟!..إزاى..
إبتسمتله فى ثقة وقولتله:
-لا..دى بقى مع الواد إدوارد..هو هيظبطنا فيها..الراجل القسيس بتاعهم إبن وسخة عفريت فى الحاجات دى..بينا عليه...
إستأذنت من أبويا وقولتله جاللى اسهال ولازم أروح الحمام وخطفنا رجلينا-أنا والولا شعبولا- على الولا إدوارد وحكيناله الوضع فهز راسه وقالنا بهدؤ:
- دنتم سنتكم نجسة بنت أنجاس..ده إسمه ربط يلا ياشعبان..وواحد مسلم نجس(عديها) هو اللى ربطك..تعالى بقى لحضن المسيح وهو هيفشخهولك ويفك سحر العراف برحمته وقدرته اللى مالهاش حدود..بس زى ما هقولكم تعملوا يا كسمكم.. لما تخوشوا على القديس تبوسوا إيده..
-خخخخخ..كسمك على كسمه..دنا مرة شيخ الكتاب طلب منى أبوس إيده أول ما أخش تفيت عليها وجريت من قدامه..نبوس إيد مين يا متناك..
إدوارد فى إستخفاف:
- خلاص..براحتكم..يلا فارقوا بقى..
فيغمزنى شعبان فى جانبى ويقول بييأس:
- ماشى نبوس..منبوسشى ليه..أيه تانى ياسى إضوارد؟
إدوارد بمكر:
- تتعمدوا..
شعبولا بغباء:
- طب والعمدة بتاعنا ماله؟ مش فاهم!
أنا موضحاً:
- إدوارد قصده نتعمد ونبقى مسيحيين زيه..ولا يابن المتناكه..لو ما وادتناش لابوك ده وخلصنا المرمة دى هشقك نصين..
إدوارد ضاحكاً:
- بهزر يا جدعان..إيه.. شوية من نفسى..منا لو مطرح شعبولا كنتم عملتم فيا كده..ع العموم ولا تزعلوا..بينا ع القديس..
الصراحة..موضوع القسيس ده وغوشنى..كان نفسى شعبولا يستعين بيا أول يومين لحد ما أعصابه تهدى ويفكه من حوارات السحر والأعمال ده..
ياترى أبونا صامولة(صاموئيل) هيفتينا بإيه..
ربنا يستر..
                                        *         *        *
الساعة دلوقتى تعملها بتاع 10 بالليل -أياميها الساعة كانت لولاد الذوات بس-..الكل ف بيته بيستحمى ويجهز نفسه للعيد وإحنا متلقحين هنا..وسط الترب (المقابر!!
كان رأى عم صامولة القسيس إن شعبولا مربوط..واللى ربطه دفن العمل فى الترب بتاعت العيلة.. ولازم نطلع العمل..
ولما سئلنا كسمه إزاى هنطلع العمل ده؟..قالنا إنتم وشطارتكم !!!
خخخخخخ..يعنى إيه؟ أومال جينا لدين أمك-دوناً عن كل السحرة والمشعوذين ولاد الشرموطة- ليـــــــــه؟؟
قاللى -وإيده بتتحسس طيزى(مؤخرتى) منا ممكن أساعد لو فكيتوها...
شخرتله ونطرت إيده وقولتله لا مبنفكش..
المهم بعد زن وقر و"فك" من الولا إدوارد -كنت متأكد إنه خول- القسيس دلنا ع المفيد..
-هبعتلكم طائر أو حيوان..ومطرح ما يحط.. إدبحوه وإرسموا بدمه الصليب مطرح ما حط.. وإحفروا..وهتلاقوا العمل مدفون تحت دمه..من غير ما تنطقوا بنص كلمة..ادبحوا وإنشروا الدم واحفرو من غير صوت...لو كلمة طلعت منكم العمل هيتدارى وصاحبكم هيفضل طول عمره مربوط..!!
الله يبشرك يا شيخ !! 
المهم فضلنا مالطوعين من بعد صلاة العشا لحد دلوقت ومحدش يستجرا ينطق بنص كلمة..
وفجأة..
ظهر...!
                                        *         *        *
                    ( العمل المهبب برواية شعبان )

حاسس إنى لو ما موتش من الرعب هموت من البرد!
عمال أشاور لإضوارد إبن المرة الخول عشان يدينى الجاكت الى متزفت لابسه على زوبرميت بلوفر بس بكسمه عامل فيها عبيط ومش فاهمنى..طيب يا كسمك..أبص لمضبولى وأشاورله بما معناه نجيب أولحتين ونولع نتدفى..يشاورلى بصباعه الوسطانى.. أحا يا جدعان.. كات جوازه نحس وهم..
المهم جاللى تيبس فى مفصل الفك..فحاولت أتاوب عشان القفشة بتاعت بوقى لقيت مضبولى-بيحسبنى هتكلم- حط ايده على بوقى وهو بيبرقلى وبيتوعدنى لو إتكلمت.. أحا.. مدبولى ريحت إيده زفرة من اللحمة اللى بيشفيها..فنطرتها قبل ما أرجع..
فضلنا قاعدين ييجى 10 ساعات والرعب هيخلينا نشخ على نفسنا..
رعب من الترب والجثث والعفاريت..
ورعب من العفريت اللى هيبعته القسيس..
متهيئلى أنا أصلاً بعد الليلة دى منفعش للجواز..
أنا أفركش مع فتحية أحسن..وأهو..أنا لسه صغير وقدامى العمر طويل..
بصيت لاضوارد ومضبولى عشان أقولهم يلا بينا نقوم وكسمين أم فتحية..لقيتهم متنحين لحاجة عمالة تبرقلهم..
أحا..
البنطلون ماله دفى كده ليه...
أنا عملتها على نفسى ولا إيه؟؟!
                                        *         *        *
                     ( العمل المهبب برواية إدوارد)

لولا زعل مدبولى وشعبان مكنتش سيبت الدفا فى البيت وجيت معاهم..
أصلا أنا عارف أن أبونا صاموئيل بيشتغلهم..هو قاللى..وقاللى بس سيبهم ومتقولهومش عشان مش هيقتنعوا الا بكده..
ولما إستفسرت منه ليه  طيب هنستنى فى الترب طالما مفيش حاجة هتظهر..؟
قاللى أكيد هتعتروا فى فار ولا فرخة ميا وساعتها أحفر إنت وإعمل نفسك لقيت القماشة اللى هديهالك دى وساعتها كله هيكون تمام بمشيئة الرب..
عشان كده..
أنا الوحيد اللى قاعد مش خايف فيهم وعارف اللى فيها..وضحكت فى سرى أوى لما شعبولا فضل يشاورلى على الجاكت الى لابسه عشان أدهوله يلبسه بس كسمه..خليه يعانى شوية-زى ما قاللى أبونا- وسيبته يتكتك..شوية لقيته بيشاور لمدبولى بما معناه نفسه ياكل موز مقشر فمدبولى بعبصله بما معناه مش وقته يا عرص..!
وشوية لقيت مدبولى إتنطر وكتم بق شعبان بإيده..فإستنتجت إن شعبان قرصه كلب البحر(حشرة) فى بيوضه ومدبولى كتم بوقه قبل ما يصرخ زى النسوان..
فضلنا قاعدين القاعدة السودة دى ييجى ساعتين..وأنا كل شوية أحط إيدى فى جيبى واحسس ع العمل..ولما زهقت..نويت إنى أرميه جمبى من غير ما يحسوا وأطلعهلهم وبلاها حوار العصفورة ولا الفار ده أنا زهقت اصلى..
فبصيت لشعبان لقيته سرحان فى القمر..
فحطيت إيدى ع العمل وبصيت لمدبولى عشان أتأكد إنه مش هيشوفنى وأنا برمى العمل..بس لقيته متنح وهو مرعوب رعب السنين..
بصيت ع اللى بيبص عليه..
وإتأكدت إنها ليلة سودة..
وإن أبونا كان بيشتغلنا..
وطلع فيه عمل..
هتقوللى متأكد إزاى؟
هقولك وكسم العفريت اللى قدامنا ده معناته إيه..
عفريت إسود بقرون...
أحا يا بونا....!
                                         *         *        *
                     ( العمل المهبب برواية مدبولى)

أولاً: يحرق دين الصحاب..
كل الناس ليلة الوقفة دى بتشرب وتعمل دماغ وأنا قاعد ف الترب مع الأموات وواحد خول والتانى هيحصله..!!
ثانياً:
دين أم المشعوذين ع الشيوخ ع القساوسة اللى ما يحللهموش إنهم يربطوا حد الا ليلة العيد..!
هفففف.. الولا شعبان أصله موترنى نيك برعبه ده واللطخ التانى غايظنى ببروده !
بس هانت..
يطلعلنا بس فار علق ولا بومة وأنا أشروم دين أبوها ونرسم بدين أم دمها دين أم الصليب العلق ده ونطلع العمل..
بس أحا..
منا لازم أعرف برضه مين اللى أمه زنت فيه عمل العمل ده..
دنا هشفِّى دين أمه بس أعرفه..
والعرص شعبولا عمال يشاور لادوار على الجاكت بتاعه بيقوله تقريباً فيه صرصار ماشى ع الجاكت.. وادوارد زى العبيط مش فاهم..
شوية ويشاورلى بما معناته عايز جزرة..وعايزنى ابشرهاله..وبعدين مد ايده قدامه وعماللى 10 صوابع..خخخخخ...كتك 10 بعابيص يا شعبان..إحنا فى البلوة بتاعتك دى ولا فى الطفح..ثم إنى ميت م الجوع أنا كمان..فإهدى وإنبط على طيزك وبطل فرك يا كسمك..
المهم شوية ولقيته بيفتح بوقه هيزعق ويجعر وأنا مش طالبه معايا بعد ده كله الليلة تبوظ فكتمت بقه وقولتله بالإشارة لو فتحت بقك تانى هدبح كسمك وأدفنك هنا وأخلص..
فضلنا ملطوعين ييجى 4 ساعات وأنا كل شوية أسمع صوت بومة ولا ديب قلبى يوقع بين رجليا..
و أكتر حاجة حمدت ربنا عليها فى الليلة دى إنى كنت مفضى الجوزة من نصاية عشان لو مكنتش عملت كده كنت عملتها فى لباسى مفيش كلام..
لان تفسرو بإيه العفريت اللى طلعلنا ده..
عفريت إسود وبقرون..
آه والله..!
عفريت أسود وبقرون وعنيه بتلمع زى النار..
عفريت إسود وبقرون وعنيه بتلمع زى النار وبيقول ماااء...!!
مااء؟؟!

                                         *         *        *
فى أقل من لمح البصر لقيت شعبان وادوارد لزقين فى ضاهرى عمالين يتكتكوا..ما هو أنا الوحيد اللى معايا سكينة وكزلك..بس أحا..ويش تعمل السكاكين مع العفاريت..إحنا عايزين كلاشينكوف !
بس بعد ما دققنا النظر لقينا اللى عمال يبرقلنا خروف إسود ومهبب ومصمم يفزع دين أبونا بتتنيحته دى..
بصيت لادوارد -وأنا مش قادر أتكلم عشان العمل المهبب ده - عشان أشوف نعمل إيه..
لقيته بيشاورلى بما معناه إدبحه وإتكل ع الرب !..بس أحا..أدبح عفريت إزاى؟؟!
وشعبولا هيشخ على روحه م الرعب(ميعرفش اللى فيها)..فقلت فى عقل بالى..أنا أطلع الكزلك وأهوش بيه يمين شمال ولو الخروف إتحرك وجرى يبقى إنس(عديهاله أساحبى) متحركش يبقى جن..
فخرجت الكزلك وحركته يمين شمال وسمبوكسات زى بتوع العصابات..لقيت الخروف إبن النجسة بصلى ببرود ووطى ياكل حشيشة من الأرض..خخخخخخ
أحا يا جدعان..وده معناته إيه بالصلاتو ع النبى..الولا شعبولا وشه بقى زى الكوركم وخلاص هيضيع مننا..ثم أحا..أنا هعمل زى ما القس صامولة قال..يطلع عفريت يطلع معزة حدبح دين أمه وأرسم صليب وأخلص..
شاورت لادوارد عشان نعكش الخروف وندبحه ونخلص لقيته بهز راسه بما معناته لا وبيحط إيده فى جيبه(بيطلع العمل)..كسم أمه مش وقت نسونة ودلع..فنشيته كف مخبرين على وش أمه وشيلت إيده من جيبه وجرِّيته زى المعزة عشان يمسك معايا الخروف..
شوية لقيته عمال يشاورلى على حتة قماشة ع الارض(بيشاورله ع العمل) عايز يمسك بيها.. خخخخ قرفان تمسك بإيدك يا علق..فشاورتله فيما معناته وكسمك لو ماتهديت وبطلت علوقية لكون غازك فى بيوضك..
الولا شكله خاف على مستقبله فهز راسه وعكش معايا الخروف..كل ده وشعبولا مستخبى ورا الشاهد بتاعهم..
المهم مسكنا الخروف و مبطلش مأمأة إبن الوسخة..تقول شاف عفاريت!
فضل يفرك ويرفس والعرص التانى كل ما يمسك رجل التانيه تفلت منه..
وفجأة..
سمعنا صوت..
لأ صوتين..
                                         *         *        *

سمعنا صوت جهورى بيقول للصوت التانى:
- إهدى يا محروس..هتلاقيه شرخ كده ولا كده..ودلوقتى نلاقيه..ارمى بس البرسيم اللى ف إيدك هنا جمب شاهد عمك مروان أبو قته وشوية هتلاقيه جه ياكله..
( عم مروان اللى مات من 3 سنين هيطلع ياكل برسيم؟! أحا)
فسمعنا الصوت التانى بيرد ويقول:
-أنا خايف بس يكون حد سرقه..عليا الحرام من دينى لخصيه لو مسكته..
بلعنا ريقنا فى رعب..يخصى مين؟
عم مروان ده مات من سنين..!
ولا هيخصى اللى سرقه؟
سرق مين..أنا مش فاهم حاجة..ولا شعبولا..بس إدوارد إبن المتناكه شكله فاهم كل حاجة.. والخروف كمان..بعد ما كان سكت لقيناه مأمأ..شكله عايز يقول حاجة..
وسمعنا التالى:
- أحا يا محروس..الخروف ! أنا سامع صوته أهو..هو اللى هناك ده؟
-أحمدك يارب..بس مين اللى باركين عليه دول..سنتكوا طين ياولاد الحرامية.. هتتخصوا..
ولقينا إتنين هجمة هجموا علينا وعكشونا إحنا الاربعة ولما لقونى ماسك كزلك إتأكدوا إننا كنا سرقين الخروف ورايحين ندبحه فى الترب فقلعونا بناطلنا-فى عز البرد- وقرروا إنهم يخصونا وأمرهم لله..!!
                                         *         *        *
-أحا يا جدى..! وخصوكم؟؟!
جدى ملتفتاً  لإبن عمى:
-ولو كانو خصونى كنت جبت أبوك وإعمامك إزاى يا لطخ؟ إسمع وبطل مقاطعة..
-بس يا جدى من ساعت ما بدأت محدش قاطــ..
-أهو..أديك بتقاطعنى أهو..إسمع قربت أخلص..
المهم..
لما قلعونا البناطيل ولقينا إننا كده هنحصل شعبولا(فى إنه خروف يعنى) قولنا مابدهاش..
فإتكلمنا وكسمه عمل إسود ومهبب مش هيتفك..
وحكينا للعم محروس وعم عبصمد كل حاجة..
وطلع عم محروس عارف أبويا الجزار.. فقرر إنه يسيبلنا بيوضنا المرة دى..!
وخرجنا كلنا م الترب وحسينا إن إتكتبلنا عمر جديد..ما عدا شعبان كان لسه مكتأب عشان ملقناش عمله لسه..بس لما بعدنا عن صحاب الخروف..لقينا الولا إدوارد بيطلع حتة قماشة مرسوم عليها رموز بضينة كده بزعفران أحمر..ولقيناه بيضحك ويقولنا العمل أهو..
مصدقناش روحنا..وسئلناه جيبته ازاى وفين وإمتى..قالنا إنه حس إن فيه حاجة بيضة زى الحمامة كانت طايرة ورمت عليه حتة القماش دى -ساعت ما كنا قالعين بناطيلنا- فإفتكر إن الحمامة البيضة دى فاكراه بيشخ فبعتتهاله يمسح بيها طيزه بعد ما يخلص بس لما بص فيها وشاف الرموز عرف إن الحمامة دى هى القس صاموئيل.. خخخخ..
المهم اليوم الاسود ده عدى..
والولا شعبولا إتجوز البت فتحية وخلف منها بعد 6 أشهر الواد عوض..يعنى العمل إتفك يا ولاد.. والولا طلع شغال..وتوتة توتة خلصة الحدوته..

بصينا لجدى وإحنا مش قادرين نمسك نفسنا من الضحك.. فضحكنا ضحك السنين ع اللى حصلهم وع الولا اللى جه بعد 6 شهور ده..ومقطعش ضحكنا الا الغدا اللى جهز..
فتة وضانى وكشك وممبار واللذى منه..
كانت غدوة بنت حرام..
وكنت ناوى أهضمها بإزازة بيرة لولا جدى تعب بعديها وفضل يرجع ويسيبلنا الدين من غير سبب..فروحنا بيه المستشفى والدكاتره شخصوا حالته "تسمم غذائى" ورجحوا كفة الكسكسى إنه السبب يعنى..من زمان وأنا عارف إن نص حالات التسمم الغذائى بيكون سببها الكسكسى..وبعد اللى حصل قناعتى زادت..ده حتى متهيئلى لو فيه قسم للكسكسى فى الجنة هنلاقى جمبه قسم طوارئ..!
بس كتر خير الطب..الليلة عدت بأمان..
وكالعادة..نخش ع الدروس المستفاده:

دكاترة الاستقبال ممكن يشخروا..عادى يعنى دول بشر زيكم وليهم لحمية فى مناخيرهم زيكم !

أوعى..تطفح أو تفكر حتى تطفح البتاع اللى إسمه كسكسى ده.

- لو كنت بترص العزال مع خطيبتك-أو مراتك-  وإكتشفت إنك خروف..الفياجرا موجودة يازميل..

- العرافين والدجالين والمشعوزين وصلاح الدين..كله بيشتغل دين أبونا..فمتخليش حد يحط عليك أساحبى..

- لو كنت رايح ترب عشان تطلع عمل..متنساش الام بى ثرى وكيس لب لزوم التسلية وحاجة تبقى تاخد فيها العمل بعد ماتطلعه..كيس بلاستيك مثلا.

- لو نويت إنت وصحابك-وإنت بتطلع العمل- تلعبوا بدون كلام...إبعتو لبعض إس ام فس عشان الغباوة بتحكم ساعتها..!

- الخروف الإسود بيخوف بالليل..والصبح كمان .




تمت..

الخميس، 30 أغسطس 2012

الملـــــحد و الفراشـــــة



صديق لى..فتح الله عليه بالهجرة  الى امريكا (ابن المحظوظة) ومن ثم كمل جميله وهداه الى الإلحاد..!
كنت اتحاور معه عبر الياهو مازنجر فأخبرنى أن أجهز نفسى للتالى:
-مشاهدة رفيقتى...!

خِلته يمزح..فصديقى بينكسف من خياله..ولكن الكاميرا تكدب الشكاك.
بمجرد أن نادى بإسمها دخلت الحجرة-حجرته طبعاً- ولمحتها عبر عدسة الكام..
زُحل يا اخواتى...!!
حتة جاتوه مدهونة نوتيللا !!
عتر عليها ازاى ابن الهرمة ده..؟!
وسط ضحكات التشفى من جانبه..القى الى بالمختصر المفيد:
تعرف على مارج "دلع مارجريت" امام عربة هوت دوج..ولما كان قد خلع برقع الحياء بعد هجرته.. ظل يتمحلس لها ويتودد اليها مستغلاً الجينات المصرية الرخمة والبضينة واللتى تعبق بها خلاياه..!
البداية..
أخبرها-بإنجليزية كسيحة- بخطورة تناول الهوت دوج ساخناً.. لما يسببه من احتمالية الاصابة بسرطان اللثة !
ولما شاهد نظرات التقزز فى عينيها أخبرها أنه يمزح.. فحيته بإصبعها الأوسط وإنصرفت كأن حضرتها الدورة !!

المرة الثانية عندما لمحها..هرع الى عربة السدوتشات وطلب سدوتش زى اللى جابته المزة.. وهو يتسائل بشدة-داخل مخه العجالى- عن سبب تسمية هذا السندوتش بالـ Hot Dog..وبالتأكيد لم يفوت الفرصة لسد نفس البنية.. وشرع يلقى محاضرة "هبيلوجية" عن مخاطر تناول الـ ( Pain Sauce (red hot chili peppers  مع الطعام الساخن.. وكم من المدة  عليها الإنتظار قبل اصابتها بالبواسير..!!

المرة الثالثة" Me Gusta كما يسميها هو"..قابلها بتنورتها القصيرة والفانلة القوطونيل - يا فاضحنى يا كاسفنى !!- وشعرها الاشقر المموج يتطاير بفعل النسمات العليلة..شد انتباه صديقى طلبها لسندوتشين وليس واحد..ولما رأها تهم بظلط الساندوتش نامبر تو.. لم يضيع الفرصة للإبضان عليها.. وقال لها بإنجليزية عرجاء.. وعينيه تتفحص مانيكير أظافر قدميها:
-أختى الفاضلة..هل تعلمى أنه من الأعجاز العلمى للإسلام أنكِ لو قلت بسم الله لكنتى أعطيتينى الساندوتش الأخر لأكمله عوضاً عنك..فبسم الله قبل تناول الطعام -كما أثبت الابحاث الزغلولية الحديثة- تعادل مفعول 3 حبات من الـ Meridia فى سد النفس..!!
بالطبع كانت دهشته-لا توصف- لما نظرت اليه بإبتسامة عطوفة شفوقة.. و نطقت البسملة عسى البيضة اللى ف طيزه تنزل ويتهد بقى..! 
وإنتهى بها المطاف بطلب سندوتش أخر لما أحسته من جوع..!
وللمرة الاولى خاطبته مخبرة إياه بأنها ملحدة ولا تعترف بمثل ذالك الله..!
لم يمضى شهر إلا والحد صديقى هو الأخر..
وها هو ذا يطلب منى الدردشة مع مارج.. رثيما يرد على اتصال جاءه..
فأهلاً بالمزة..!!

**********************
فى البداية..عملت لها تست نظر(التست العبيط بتاع دول كااام؟)..لأتأكد من إنها مش حولة ولا عامية عشان تختار صاحبى دوناً عن كل المنز اللى فى بلدها !
وبعد التعرف ما بينا فى الإنجاز..ولما لقيتنى مش على بعضى وعمال اتهته فى الكلام معاها.. ففهمتها انى مش واخد على انى اتكلم مع مزة على الشات ولا سيما لما تكون فيه كام..ولا سيما كمان لما اكون متأكد انها مش بتشتغلنى وعايزه كارت شحت بخمسين جندى...!
ولما استفسَرت عن كنه كارت الشحت ده..فهمتها ان البنات حِدانا عاهات..واحنا أكتر منهم..! فما بنصدق بت منهم تورينا  التاتو اللى على صدرها ولا سمانتها نقوم زى المقاطف نخربشلهم كارت شحن رصيد ونبعتلهم كوده وساعتها كله فركش..!!
فضلت تضحك وسئلتنى عن التاتو عندنا  بيتكلف كام؟
قولتلها:
- بنعمله لبعض مجدعة..ببلاش..حتة استك محروق ولا طفاية سجارة مع ابرة خياطة ملوثة لزوم تسمم الدم.. وحمادة بالزنجبيل !
قالتلى:
- يااااع..! ده دانجرس أند ديسجاستينج..!
وسئلتنى فيه مراكز تجميل عندنا بتوشم تاتو بطريقة محترفة..؟
فقولتلها:
- غير السجون والصحاب مفيش تاتو غير بتاع الحريم البضان ده اللى بيتمسح..
قالتلى:
- طب تحب تشوف التاتو بتاعى وتقارن بينا وبنكم...
هنا دماغى لفَّت يامعلم..أصل الجماعة الخواجات دول بيوشموا التاتوز فى حتت مدَّارية ومش اى حد بيتفرج عليها..
قولتلها بإستهبال:
- انت واشمة على كتفك.. زى الهُطل  اللى عندنا؟
قالتلى بدلع :
-لأ.. على المجنص وتحت برضه.. هوريك التاتو بتاع الماجنص وبعدين التاتو اللى تحت..
حسيت انى هيجيلى هبوط فى الزعبوط..فخدت بوق من كان الكوكا..وبلعت ريقى وقولتلها :
طب لو ياسر-صاحبى- دخل عليكى وانت مفلقسة للكام ومعرضالى المصلحة.. هيطلع دين ابوكى ويشنيرك ولا ايه النظام بينكم؟
لم يبدى عليها فهم مصطلح المصلحة فقالت فى تردد:
- متقلقش مش هيعمل حاجة ده عادى عندنا..
سئلتها:
-عادى الفلقسة؟!
مفهمتش..ففهمت ان قصدها انه عادى انها توري اى حد التاتو طالما بتثق فيه-الصراحة حتة الثقة دى خلتنى دمعت..!!
المهم مطولش عليكم..
عرت كتفها ووريتنى التاتو الأول..
سئلتها فى استهبال:
- إيه ده؟! أبو شبت؟؟!
سئلتنى يعنى إيه أبو شبت ده؟..
فهمتها انه حشرة كده زى العين كبووت بس بشعر وكده..
ضحكت وقالتلى لا..ده وحش الأسباجتى الطائر..!
خليتها تقرب الكام من ضهرها ولقيت التاتو عبارة عن مكرونة اسباجتى وكورتين لحمة..!!
ولما سئلتنى إذا كنت عارف إيه هو  معنى الوشم ده..؟
فهمتها انى مش صعيدى..وان ده رمز لسخريتها من الأديان وآلهة الأديان..
فضحكت وسئلتنى لو حبيت ترسم تاتو هيكون إيه؟
قولتلها -بثقة- هتكون فراشة..
ولما ضحكت وقالتلى بس ده سو جاى !!
فهمتها السبب بالتفصيل..
فهمتها إشمعنى الفراشة..وإيه هى علاقتها بالملحد الأصيل..
**********************
بصى يا مارج ياختى..الملحد الحقيقى هو صورة-بشكل ما- من الفراشة..وهقولك ليز..
1- الفراشة فى البداية بتكون بويضة مرمية متلقحة على ورقة شجرة منتظرة اكتمال نموها لتخرج للطبيعة القاسية..
الانسان-ملحد او بدنجان- مر بنفس المرحلة مع إختلاف بسيط مفهوم...

2- المرحلة التانيه لحياة الفراشة هى اليرقة"الدودة"..
خلاص فقست وخرجت للنور بتعيش حياتها دودة حقيرة عايشة وبتتغذى على أوراق الشجر اللى هى فى محيطه مالهاش اى قرار أو رأى تقدر تتخذه..
الانسان-الملحد أو إنسان البدنجان- برضه مر بنفس المرحلة..تعليم فاسد..تربية غير سوية ولا مسئولة غرزت فى عقول النشئ فكرة الطاعة العمياء لكيان وهمى..وزرعت فى داخلهم عقدة الذنب اللانهائى من أمور غريزية فى جنسنا..خدعة كبرى إنطلت على السواد الأعظم من البشر..
مطولش عليكى يا مارج..إنت أكيد عارفه الكلام ده..

3- نخش بقى فى المرحلة التالته ودى مهمة بالنسبة ليا..مرحلة الشرنقة..!
الفراشة بتنسج حواليها شرنقة وتنعزل عن العالم الخارجى وبيحصل لها تغير بيولوجى عجيب.. بتتحول من دودة حقيرة الى كائن مختلف تماما وبيطير كمان..! 
الانسان-الملحد بس- بيمر بمرحلة مشابهة تماماً لمرحلة الشرنقة عند الفراشة..
ففى الوقت اللى قرر تعيس الحظ انه يكمل حياته كدودة..فيه محظوظين قرروا التمرد !
بس التمرد على إيه؟
هما لسه الموضوع مش راكب معاهم..شك..تردد..خوف..احساس بالضياع..
عشان كده..
الملحد بيقرر يعيد التفكير ف الموضوع برمته من أول وجديد..
بينسج شرنقة اجتماعية حوله وبيبتدى يفكر فى كل حاجة بجدية وتركيز شديد..
بيعزل نفسه عن المؤثرات المحيطة..الضغوط المجتمعية والعرفية..بيحكم عقله وعقله بس..
وبعد دراسة عميقة..ومجهود نفسى لا يستهان به..وشجاعة تحسب له.. يخرج أخيراً من شرنقته و يطلق عنانه للحرية ولا يستكين الى العبودية..

4- المرحلة الأخيرة..هنا بتكون الفراشة خرجت من شرنقتها تماماً بس بيكون جسمها لسه طرى وجناحتها لسه ضعيفة..فبتفرد جناحتها عشان الهوا يجففها وتقدر تستعيد لياقتها وتنطلق نحو الحرية بعدما كانت سجينة غصن شجرة لم تختاره حتى..!

الملحد بيمر بنفس الطور..ولكن ينقسم ردود الافعال الى التالى:

- منهم من يصدم بالواقع وتأخذه الفوبيا من ما حدث له من تغيرات فكرية عميقة.. وتنتابه المخاوف من الضياع والعدم.. وينظر الى الديدان حوله ويرى اختلافه البيِّن عنهم..بينما يجتزون القضيمات من الاوراق المحيطة بهم وعلى وجههم سعادة -وان كانت غير مقنعة-الا انها حقيقية.. فما يكون منه الا البكاء و العويل..والعودة -نادماً- الى القطيع ومحاولة التكفير عن ذنبه الجليل!!!

- هناك أيضاً من يصتدم بالواقع - خصوصاً من ألحد على كبر- ويجد نفسه أفنى جُل عمره فى وهم..وهم مرير..
وبينما ينظر الى المستقبل وهو يعلم أن النهاية هى العدم.. وينظر حوله ويرى الابقار مبتسمة راضية آملة حالمة !
فيقرر الاَّ رجعة لما كان..
كذالك يقرر - متحدياً على مستوى اللاوعى ارادة الاله فيما يخص حرمانية الإنتحار- وينهى حياته غير آسف على شيئ !!

- بينما السعداء هم التالون...من لم يعودوا يفنون أوقاتهم فى الندم والتفكر بالماضى البائس..
من لم تثنيه القيود والتابوهات عن إعمال عقله والقول"أنا هنا" !
من تنسم عبير الحرية و حمد العقل عليها وأثنى.. 
من علم بحتمية النهاية فإستغل لحظات..أيام..سنوات وجوده فى إسعاده وإسعاد من يحبهم ولم يبكى مثل الأرامل..!
من نزع قناعه ونظر فى عين مجتمعه بشجاعة  وقال بثبات أنا لست مثلكم..
من لم يضيع وقته -أو ما تبقى منه بالأحرى- فى المهاترات والجدال العقيم مع الديدان السعيدة !
من تخلص من عقده النفسية والجنسية والفكرية بمجرد سقوط هذا الاله الزائف..


كل هذا ومارجريت مصغية لهرائى الفكرى..مبدية تعابير الإقتناع على وجهها المليح.. وهنا أدركت خطئى..لقد استطردت فى الرغى ونسيت أمر التاتو السفلى بتاعها..!
فتنحنحت وطلبت منها انها تنجز وتورينى مصلحتها قبل ما ياسر يطب علينا-مجاش من ساعتها .. شكله مشترك فى البرتقانى !
فقامت المزة وخلعت الكام وقربيتها من...كعب رجليها ؟؟!!!!!!
شخرت الشخرة التربو بتاعتى وقولتلها أحا إيه ده؟
قالتلى بدهشة:
- التاتو..مش انت طلبت تشوف التاتو اللى تحت؟
مديت إيدى عشان أخنقها بس خبطت فى الشاشة..ماهو اما أنا غبى وتفكيرى عار أو المزة غبية وبتستهبل..
بقى كده يا مزة تلطعى أمى ده كله ويطلع قصدك على كعب رجلك..؟!!
هيسئلنى واحد ويقولى طب التاتو كان شكله إيه برضه مقولتلناش؟
هقوله.. F#&*U@$M%#@$F$~@&0



الأحد، 26 أغسطس 2012

على هامش الرسالة الأخيرة.."مذكرات كيراً فيما يخص نحس المحاكمة ما قبل الأخيرة" !


الثلاثاء 19 يونيه 2012:
القى عتاب شديد من زميلة مسيحية تؤنبنى فيه على ما خطته يداى بحق ابن الاله.. وتترجانى أن أحذف البوست المنشور لو كان لصداقتنا ثمن عندى..فيغشانى الوحى لثوانى..وتنتفخ له بضانى.. وأقوم  بحذف هذه المزة من قائمة الاصدقاء المتخلفين من حساب الياهو والفيس زفت..لم نكن على اتفاق أغلب الوقت..متوقع !


الجمعة 22 يونيه 2012:
القى على بريدى الاليكترونى رسالة انتحارية تفجيرية سلفية من كائن نحسبه حى.. مليئة بالتهديد والوعيد محذراً اياي من نشر مجرد كلمة واحدة تمس نبيهم العظيم والا ستثكلنى أمى غير مأسوف على..!
تلك اللحظة..ندمت على عدم إمتلاكى لطابعة لطبع تلك الرسالة واستخدامها بدلاً من المنديل عند قضائى حاجتى-أكرمكم الله- فلا هدف لها- تلك الرسالة الفشيخة- الا أمر كذالك..


الثلاثاء 26 يونيه 2012:
راشفاً من مج النسكافيه-والذى يحمل أولى حروف حبيبتى- ومطلقاً سحابة دخان كثيفة من فمى على شكل أفعى-إحدى هواياتى المفضلة- أشرع فى خط اولى سطور محاكمة هذا الرسول على ملف وورد..ولم تمضى دقائق الا وأصاب بمغص غريب..أهرع على أثره الى المطبخ متناولاً برطمان النسكافيه ومدققاً فى تاريخ صلاحية هذا الأخير.. لأجده So Fucking Expired.. ويحى !! هل فقدت حاستى الشم والتذوق؟!
ثم ألعن الزكام فى سرى ثم أكررها فى علنى وأهرع الى الصيدلية أسفل المنزل طالباً من الصيدلى مسكناً للمغص وعلبة من حبوب الزنك..


الأربعاء 27 يونيه 2012:
أصبحت أحسن حالاً الأن..ولكن ليس لى مزاج للكتابه حالياً..فلنؤجلها لغد.. ولنقرمش الليلة كرانشى..


الخميس 28 يونيه 2012:
كنت قد أزمعت البدئ من جديد فى كتابة محاكمة محمد ولكن "سهام"-الاسم الحركى لإحدى ساقطاتى المفضلات - قد أثنتنى- وبشدة-عن هذا العمل الأثم ..فإكتفيت بلإثم معها تلك الليلة..كان إثم أكثر متعة-فيما بدى- من فضح قثوم !


الأربعاء 4 يوليو 2012:
سحقاً..لقد نسيت مدونتى- أو أنسانيها الشيطان- ولم أعد أفكر فى استكمال الموضوع.. ولكن وغلاوة وحش الاسباجتى الطائر..لأكملن الموضوع..تباً للكسل.


السبت 21 يوليو 2012:
يا بركة رمضان..
بعد مجهود ثلاث ساعات متتالية من الاجهاد البصرى-لم أنم منذ سحور الأمس- والعصبى -كنت أختبر صبرى مع ذبابة ملعونة- وقبل نسخ الموضوع فى البلوج عابثنى القدر بكابوسى الدائم.. فوجئت بسطوع الشاشة الزرقاء الشهيرة وتخيلت بدلاً منها الاصبع الاوسط للإله موجه الى وقهقهات عالية أسمعها بأذنى..فأسب الدين للرامة والدبانة وأبصق اللبانة أم ريحة فواحة فضاحة ..!


السبت 21 يوليو 2012 "مساءً" :
أهرع ساخطاً ناقماً محبطاً على سيبر مجاور فألقى لحسن حظى جهاز ينتظرنى على الرحب والسعة..
مدخلاً  هويتى وكلمة المرور أكثر من مرة..ولكن لا يفتح البلوج معى !!
سحقاً..أيكون هكرائيل.......؟!!
مرة أخيرة بتأنى أدخل معرفى وكلمة المرور فأكتشف أن العيب من الكيبورد..وأنها تبدل احدى الحروف بالحرف الاخر..كذالك الـ Caps lock لا يعمل ..فألتفت لصاحب السايبر فيخبرنى -بحكمة- أنه مستعد للولوج من جهازه الماستر وادخال ما أريده -أى وقت-من جهازه لجهازى !
أبتلع ريقى ..واشكر كرمه العالى..وأمسح الـ Browser History وأنقده ثمن الساعة وأغادر فى صمت..


الثلاثاء 24 يوليو 2012 بعد وجبة افطار دسمة:
أقحمت نفسى فى رهان احمق مع أحد اقاربى حول امكانية التحدث لاطول مدة ممكنة بدون أخذ شهيق إسعافى !
وفاز هو لسؤ حظى..
وبعد تفكير فى كيفية النيل منى- وبمشاورة الحجة والدتى منها له !- طالبنى بالذهاب لصلاة التراويح فى المسجد الكبير وترك الكومبيوتر الشخصى له ليلهو به ويلعب عليه لحين عودتى !
وحين أخبرته أن العكس هو الصواب..! وأن إصابة- مفاجئة- فى قدمى تمنعنى من الوقوف لفترات طويلة.. أخبرنى عن السبب فى عدم منعها إياى عن لعبى ذالك الماتش وإبداعى به منذ ثلاث ساعات؟! فأخبرته أن هذا الماتش بالذات هو سبب نكبتى.. فلم يتزعزع و لم يتقهقر ولم يتلولو.. ولعلمى بنشفان مخ دين أمه..شيلت تنصيب براوزر الفايرفوكس وكروم وهدنت نص اللى على الكومبيوتر وعملت ديب فريز إحتياطى كمان..
 وكان يوم اسود وممل..كسم القرايب..!



الأربعاء 25 يوليو 2012:
بعد تناول الافطار مع العائلة..هرعت الى حجرتى و فتحت ملف وورد وشرعت أكتب حتى كلت أصابعى..وإتخذتها فرصة للراحة عندما سمعت الطرق المميز لصديقى-بقدمه- على باب حجرتى.. حفظت الملف وأغلقت الجهاز.. وفتحت الباب مرحباً بصديقى.. ولم تمض ثوانى حتى تذكرة تنصيبى لبرنامج الديب فريز وهو ما معناه أن ما كتبته طار فى الهوا لتوه..فأطلقت شخرة وسببت الدين بصوت مسموع..غير عابئاً بنظرات صديقى المتسائلة فى إرتياب !


الجمعة 10 أغسطس 2012:
مجمعاً شتات نفسى من جديد..أفتح البلوج مباشرة وأشرع فى الكتابة كالمجذوب.. متوقعاً مصيبة فى أى لحظة..ولما أكملت كتابة نصف الموضوع-غير مصدق - لم يخيبنى احساسى وتم قطع الكهرباء-الاجبارى- عن منطقتنا السكنية..!
كدت أموت مختنقاً بشخرتى..فأطلقتها رويداً رويداً ثم عاهدت نفسى أن يكون الموضوع القادم عن مرسى أولاً..!


الاحد 26 أغسطس 2012:
إنتهيت من كتابة الجزء الثالث من المحاكمة-أخيراً- وطفقت أنظر اليها مراراً واقرأها تكراراً..ثم ابتسمت لفكرة سخيفة مرة بعقلى..
وضعت مؤشر الموس على أيقونة نشر الرسالة وهممت بالضغط ولكن مهلاً..
راودتنى الفكرة السخيفة من جديد..
وما هى الا ثوانى وتم مسح البوست.. فعلت وجهى ابتسامة عريضة وتسونامى من السباب دار فى عقلى..!

الاثنين، 18 يونيو 2012

سلسلة محاكمات نورمبرخخخ (2) أكاذيب عيسى..!!

سارحاً فى خيالى ..تجلى لى..
مفرود القامة هو..بديع التكوين..وجهه يشع نوراً وبهاء..مع بسمة ودودة.. ونظرة حانية..
مد يده المجروحة الى قائلاً:
- أنت تعلم أنى أحبك؟  إتبعنى..!
رددت فى دهشة:
- وكيف أتبعك وأنا لست مؤمن بك..؟!
ابتسم ابتسامة الأب الحنون وأردف:
- ملكوتى مفتوح للعاصى والتائب والغريب..هيا اتبعنى.. فأنت تعلم أن الخير والسلام والطمئنينة والراحة الأبدية.. كله عندى..
عقدت حاجبى متفكراً.. وهززت رأسى.. وهمهمت لنفسى:
- كلا..كلا..هذا خطئ كبير.!
والتفت اليه قائلاً:
-أنت لست بسوى يا هذا..فأنت مليئ بالتناقضات..فكما خاطبتنى..تنشد السلام والمحبة.. ولكن.. ألست أنت القائل "جئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ" وأيضاً "ما جئت لألقي سلام لاً بل سيفاً" لا أنكر أن تعاليمك السمحة هى شيئ جميل..ولكن-صدقاً- لم الخداع ؟؟
اقترب يسوع منى وقدعلت وجهه نظرة دهشة مشوبة بتوتر ملحوظ.. وقال فى صوت خفيض:
- خداع؟! عم تتحدث؟؟!
هززت رأسى فى أسف.. وهممت بالرد عليه لولا أن أيقظنى من خيالى صوت حاجب المحكمة وهو يجعر بأعلى صوته "محكمة" فرجعت لأرض الواقع وأطلقت بصرى على قفص الاتهام..ووجدته هناك..!
*     *     *
لم يكن من شاهدته منذ لحظات..لا أنكر ان به بعض من الوسامة.. ولكنه لم يكن أبيض البشرة.. فسمار بشرته أمر حتمى لنشأته وتجواله فى تلك البيئة الحارة مجيئة وذهاباً بدون الـ Sunblock.. !!
لم يكن ازرق العينين أيضا..
كانت تعلو وجهه نظرة انكسار مزعجة..زاد من كآبتها لحيته الغير مهذبة..
لم يكن هو وحده من فى القفص..كان جل أتباعه موجودون..
فها هى مريم أمه واليصابات قريبتها ومريم المجدلية والعازار ولا ننسى رسله الاربعة عشر-والذين صفصفوا على اثنا عشر فيما بعد- وهم يعقوب بن زيدى -يوحنا بن زيدى- يهوذا أخو يعقوب- اندراوس- سمعان بطرس- فيلبس- تداوس- توما- متى العشار- نثنائيل- يهوذا الاسخريوطى-يعقوب بن حلفى-سمعان القانونى-برثلماوس..
ربنا يزيد ويبارك..!
كل هؤلاء وجودهم ضرورى للمحاكمة التاريخية تلك..
فأمامهم..وبهم..سأكشف زيف هذا الذى إدعى أنه إبن الاله..
بالطبع تلمست تعاطف غير محدود من الرعاع الحضور مع مسيحهم المعظم.. الشيئ المضحك هنا هو قيام احدهم برشى بسائل من قنينة-مائهم المقدس كما يدعون- عل الشيطان الذى يتلبسنى يحرق.. ولا افضح نبيهم العظيم..!!
مسحت هرائهم بمنديل..والتفتت الى هيئة المحكمة المغبرة..وبدائت المرافعة..
*     *     *
السادة القضاة..
الحضور..
سأتناول مرافعتى على ثلاثة أجزاء..
لذا ارجوا التيقظ والانتباه عشان المرافعة المرة دى أطول من زوبر الحمار !!
الأول..سألخص حياة ذاك الكذاب فى اسطر..ثانياً..سأستدعى بعض الشهود من تلاميذه ورفاق دربه لتوضيح بعض اللبس..وأخيرا..سأتلو عليكم الحقيقة..حقيقة الخدعة الكبرى المسماة بالمسيح..!
ولنبداء بسردهم.. ملخص مقتضب لا ممل ولا مخل لحياة هذا المدعو يسوع..
يسوع الناصرى..ابن العذراء..
بداية قدومه كانت معجزة..فقد اراد الله- لحكمة لا نفهمها- كسر الطريقة التقليدية فى اختيار انبيائه من  البشر العاديين..واتى بهجين..كروموسومات X من مريم الخادمة الساذجة بنت الستة عشر ربيعاً- واللتى لا اعلم لمَ لم يختار الرب فتاة أنضج منها عقلاً وعمراً ليقحمها فى نزواته المخبولة تلك-..والكروموسوم Y الالهى.. من خالق البشر..!!
لعل من قرء عن اسطورة هرقليس ابن الاله زيوس سيلاحظ شيئاً..!
مريم فى ذاك الوقت كانت مخطوبة للطخ يدعى يوسف النجار..وانى لاتسائل..هل كان وجوده ضرورى فى تلك القصة.. على كلاً سنرى..
بعد عذاب نفسى مرير وطعن بالشرف وثلة من الأقاويل..استعدت مريم لوضع وليدها..
تم الوضع فى احدى الزرائب ببيت لحم..وكعادة رسل الله..ظهرت بوادر الاضطهاد من  القائمين بالامر فقررت العائلة المبعبصة الهرب من بطش هيرودس الى مصر ام الدنيا !
لم نسمع شيئ مهم عن هذا الرجل الا فى بداية الثلاثينيات من عمره..عندما عمد يوحنا - النبى يحيى فى الاسلام - ابن الاله..!
وبعد تعميده..أخذ الضوء من يوحنا-قريبه- وعاش الدور اللى كان بيمهد ليه ابن اليصابات..!
وكالعادة..بعد الشاور بتاع المعمودية..انكشحله بتاع اربعين يوم معتكف..متدبر فى ملكوت الاله.. وبعدها قرر الدعوة الى ملكوت الله..ربنا يوفقه !

خلال حياته ومسيراته..عمل شغل جامد..ايشى تحويل الميه لخمر..وابراء المرضى.. واقامة الموتى..وشغل الـ Open Buffet والمشى على الحبال..اقصد الماء.. "كريس أنجل" ياخواتى؟!!
(المزة معاها حق !)
خلال رحلته وتنقلاته..حاول جمع الرعاع حوله واستغل احساسهم بالنقص والدونية لجذب تعاطفهم مع تعاليمه..
الغريب ان أشد الناس عداوة اليه هم اليهود..مع أنه من المفترض-حسب ما يدعيه- انه ملكهم الموعود..!
وبما انى شايف القاضى بيفقر..فهنِخلَص لقول ان عيسى لم يكن موفق فى دعوته.. يكش بس شوية الملاضيش اللى لزقينله ليل نهار..انما على صعيد الرسالة الحقيقية وقوله  « لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».. فيما يبدوا ان الخراف الضالة حطت عليه.. ومعجبهاش الكلام..!!
ده حتى من كرههم فيه وتأكدهم انه كداب ابن شرموطة فضلوا اطلاق سراح الخول المدعو "باراباس" عن الشفقة بيسوع..!
يسوع فى نهاية المطاف-بعد ما سحلوا دين امه- اترفع على الصليب وفضل يولول زى المره المطلقة " الهى الهى لماذا تركتنى؟!!!!!"
(التفسير الوحيد المنطقى هو أن عيسى كان مصاباً بالمازوخية-لا يختلف عن أبطال سلسلة الـ Jackass..لا أجد بديلاً عن ذاك !)

مع انه لو فعلاً اله ولا ابن اله ولا حتى مجرد رسول مجاب الدعوة..كان البضين المسمى الله بعتله زبريل وناك الكفرة ولاد الكلب اللى خزوقوا ابنه..بس يظهر الشبكة كانت مسقطة فوق فى السما ووصله الخبر متأخر..كالعادة..!
طبعاً الاسطورة بتدَّعى انه بعد ما نزلوه من على الصليب..وتم دفنه..قام مرة اخرى بعد الموت بثلاثة ايام..خخخخخخخ ياخى احا..
طب كان يرفع نفسه من ع الصليب الأولى..
ومن ساعتها..
مشوفناش خلقة امه الا دلوقتى فى القفص اهو..وشوية الدراويش بتوعه كل واحد عملى انجيل على مزاج اللى جابته..
ده كان اختصار لحياة ابن الاله.. وسرد لقصة حياته زى ما علموهلكم فى المدارس والكنائس..
انما انا مش جاى عشان اكرر اللى ألفوه..
انا جاى افضح كدبهم..
بس الاول..

خلونا نستجوب الكتاكيت الامامير بتوعه.. لعل وعسى..ناخد الحقيقة من بين سنانهم المسوسة..!
خلونا نبداء بـــ...
وتجول كيرا بعينيه وسط الحضور..ونظر لمريم بنت عمران وقال بإبتسام وهو يشير الى كرسى الشهادة:
!!..Be My Guest-
فنهضت مريم والتوتر مكتسح وجهها..وتقدمت بخطوات مترددة الى كرسى الشهادة وعينيها ترمق عيسى بنظرة حزن و انكسار..
(أشد ما يحز فى نفسى كلما رأيت صورة للعذراء هو نظرة الانكسار فى عينيها..ترى..لما؟؟ تابع القراءة وسأخبرك السر..!)
*     *     *
ما ان جلست مريم على كرسى الاعتراف حتى ابدت امتعاضها من عدم ثبات أرجل  الكرسى.. فعرض يسوع- متناولاً شاكوش ومسامير من شنطة العدة- أن يساعد فى حل المشكلة ولكن زجرة من عين القاضى أنهت امتعاض مريم..!
تنفس كيرا بعمق..وسار متجهاً لمريم وهو يعرض تساؤله الاول:
- كيف الحال؟..بالطبع لن تجبرك المحكمة على حلف اليمين-لانه باطل منطقياً- ولكن نلتمس منك الصدق يا أختاه..
ماذا كان دورك وعملك فى ذاك المعبد؟ وكم كان عمرك عندما حبلتى فى هذا اليسوع؟
مريم مبربشة عينيها متفكرة:
-كنت خادمة فى الهيكل-ليس هيكل اورشليم ولكننا كنا نطلق عليه ذاك الاسم-فقد نذرتنى امى"حنة" لله كما تعلمون.. ولم اكن اتجاوز السادسة من العمر..وسررت بخدمة كهنة رب بنى اسرائيل.. حيث كنت التمس فيهم روح والدى رحمه الرب..فقد كان كاهن مثلهم.. وبالنسبة لعمرى.. أ..أعتقد خمسة عشر عاماً..وقد تزيد..
كيرا ناظراً الى سقف القاعة المزخرف:
-وهل لنا بالرجوع للوراء..والسؤال عن المعجزات اللتى كانت تحدث لكى..مثل البيتزا والنوتيللا اللتى كنت تجدينها فى غرفتك المتواضعة عند استيقاظك صباحا؟!
مريم بمزيد من البربشة:
- كنت أجدها ملقاة اسفل نافذتى..أحياناً ما كنت أجد كيس بلاستيكى صغير مليئ بسائل غريب بجوارهم.. الحق أقول..لم أكن أتذكر ما كان حدث الليلة اللتى تسبقها..وعندما كان يزورنى زكريا زوج خالتى اليصابات.. وكان يتسائل من أين لى بذاك؟..كنت اجيب -صادقة فلم أكن أعلم تحديداَ- هو من عند الله..فيتناول تلك الاكياس البلاستيكية المطاطة الملقاة على الارض ولا يبدوا عليه الاقتناع أن الله يترك سائله المنوى أسفل نافذتى..! ثم يقترب منى متسائلا عن رائحة الخمر اللتى تفوح من فمى.. فأجيبه بهز رأسى..فلا اتذكر ايضا متى حدث هذا..
كيرا متعجباً من بلاهة مريم:
- ولكن أختاه..فيما يبدوا أن الواقى الذكرى نفذ من عند عاشقك الليلى فحدث ما حدث.. سؤال أخر..هل كانت المودة متواجدة بينك وبين ابنك؟
مريم ناظرة لعيسى فى وجوم:
-كلا..لم يكن يطيقنى ولا أدرى لما..فلم يكن لى ذنب فيما حدث..وهو لم يعذرنى..
كيرا مهدئاً من سخطها:
- حسنا مريم..حدثينى عن ذاك المدعوا جبريل..متى رأيتيه..وهل تكرر اللقاء؟
مريم سارحة بخيالها وعلى ثغرها شبه ابتسامة:
- جبريل..نعم أتذكره وكيف لا؟.. كان كالبدر ليلة اكتماله فى السماء.. فارع القامة..لا شك ان ابنى أخذ منه بعض وسامته.. أتانى وأخبرنى-بعد احتساء بضع كئوس- أنه سيهبنى غلام فتى..لم أدر ماذا حدث بعدها..وعندما أفقت..لم أجده..كذالك لباسى الداخلى.. لم أجده أيضاً..!
ولكنى تشبهت به- بجبريل- بعد ميلاد عيسى بزمن..ولكنه أنكرنى..كذالك لم يعد وسيماً كعهدى به..فإنصرفت عنه غاضبة..
كيرا مبتسماً فى غموض:
-هذا يوضح الكثير..حسناً مريم.. يمكنك الرجوع الى مقعدك الان..ودعينا نستمع لإليصابات..
فغادرة مريم كرسى الشهادة وحلت محلها كهل عجوز..
*     *     *
كيرا ممتعضاً:
- قبح الله جبريل ذاك..اللذى لم يعتق العجائز ولا المراهقات..اليز..هل وصف جبريل اللذى قالته مريم يتطابق مع اى شيئ فى خيالك؟
اليز بغضب مفتعل:
-كلا..لا اعلمه ولا اريد رؤيته ذاك الخائن..
كيرا رامقاً اليصابات بجانب عينه:
- حسناً ايتها العاشقة الغيورة..يكفى هذا..لتعودى الى مكانك السابق ودعينا نستدعى.. يوحنا..ابنك..

(العجوز الشمطاء ام يحيى ومريم المسهوكة والدغف زكريا وعيسى "أبو بولبل" والعرسة اللى بيبص تحت ع اليمين..الواد يحيى كما تخيلهم Andrea Mantegna)
*     *     *
فصعد الى الكرسى شاب وسيم ولكن شديد النحالة كغاندى..
كيرا موجهاً سؤاله ليوحنا:
-أهلاً بمن عمد الاله.. وبمن تركه الاله وشرخ..!!
يوحنا عاقداً حاجبيه ومتسائلا:
- ماذا تقصد سيد كيرا؟
كيرا مقترباً من اذنه وهامساً:
-لا داعى لمزيد من التمثيل..ألا يدفعك ما حدث لك بسببه أن تثور..الا ترى انه لولا نشفان دماغ اللى جابته..مكنتش هيروديا ولا بنتها طالبوا براس جنابك؟!
يوحنا مهتزا بشدة ورامقاً عيسى بنظرة حقد وغضب:
- ولكنه هو الاخر أخذ جزائه وصلب.. كانت محاولة لا بد منها.. وقد اخفق كلانا..
كيرا  مبتسما ومشجعاً روح يوحنا المعنوية الهبلة:
- يكفى هذا..
وصرف يوحنا من على المنصة..
(رأس المرحوم يحيى بعدما جزه هيرودس وقدمه لسالومى ابنة زوجته تلبية لطلبها بعد الـ Sexy dance بتاعها !)
*     *     *
كيرا مطلقاً ناظريه لشخص يبدوا على عينيه الذكاء:
- هل لك بالتوجه الى المنصة سيد نثنائيل؟
فتوجه الرجل وجلس وعلامات الارتياب تبدوا على محياه..
كيرا شاخصاً ببصره الى القاضى- والذى يبدوا أنه يتناول أم على مع الملائكة..فما كان من الحاجب الا أن عطس فأفاق من غفوته..
كيرا:
- سيد نثنائيل..الجميع يحدثنا عن معجزات سيدك..وأخص بالذكر معجزة تحويل المياه لخمر فى فرح قانا بالجليل.. هلا تحدثنا عن ذالك؟
نثنائيل مجيباً برأسه:
-نعم أحدثك.. كنت وسمعان القانونى قد دعونا المسيح وباقى التلاميذ الى قانا لحضور عرس لعله يبارك العريس ويرفع رأسنا !
القصد..كان فرح واحتفال..الى أن فرغت الخمر..فإستاء الجمع.. فخرج يسوع وعاد بعد مدة ومعه الخدم وبيدهم خمر جديد ..ولما كنا نعلم بنفاذ الخمر من العرس..استوضحت الامر من الخدم فأخبرنى بأن يسوع طلب منه أن يأتيه بعسل وخل ويرشده الى مكان أجران الخمر الفارغة..ثم أمرهم بالذهاب الى البئر لاحضار ماء..وبمجرد عودتهم وصبهم الماء بالاجران تحول خمراً.. وكانت معجزة فريدة أدت لايمان عدد غفير-ومن بينهم برثالموس - بيسوع ..
كيرا متحسساً ذقنه:
- وهل تذوقت تلك الخمر يا نثنائيل؟!
نثنائيل باصقاً بإمتعاض:
- بالطبع..ولكنى لم استحسنها البته..كانت سيئة المذاق..فيما يبدوا أن الأخرين كانوا سكارى لدرجة عدم تمكنهم من تذوق الخمر واستطعامها..ولكن كما قلت..سكرهم طغى على حاسة التذوق لديهم..
كيرا مقترباً منه:
- ولكن..هناك شيئ باعث على الحيرة يتملكنى..قد كنت من أوائل تلاميذ المسيح..هل لك أن تخبرنى لم إنسحبت وتركته؟
نثنائيل ناظراً لبطرس ويهوذا الاسخريوطى:

- الحق أنى خبرت بعض حيله..وسائنى قول الأخرون عنها معجزات..كإقامة الموتى وغيرها.. وهاذان يعلمان عما أتحدث-وأشار بيده الى بطرس ويهوذا- ولكنى لم أخنه هو الذى فعل.. حين قال " حين كنت معهم، كنت أحفظهم في اسمك. فالذين وهبتهم لي، رعيتهم، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك، ليتم الكتاب."
كيرا عاقداً حاجبيه:
- ولكن ألم يكن يقصد يهوذا بذالك؟!
نثنائيل بأسف وهو ينظر لتداوس اللذى كان مطرقاً فى حزن شديد هو الأخر:
- كلا..كنت أنا المقصود..فأنا من إنفصلت من البداية وتم ازاحتى من الطريق..
كيرا مبتسماً:
- شكراً نثناثيل..أفدتنى كثيراً..يمكنك المغادرة..
(تفسير مبسط عن كيفية تحضير عيسى للخمر..ولعل من تناول شراب "التانج" فى طفولته سيتقبل الفكرة بسهولة !)
*     *     *
أثناء تجول كيراً بنظره فى صفوف الحاضرين..أبصر ذقن بشعة طالع لها وش..! فدعاها لكرسى الاستجواب:
- حسناً..بصفتك كاهن الهيكل المرموق..أجدنى أتسائل..لم لم تؤمنوا بيسوع كملككم المبشر به؟ لم عاديتموه؟ لم صلبتموه؟ أجب قبحك الاله..!
فعقد الكاهن حاجبيه وأجاب بلهجة متعالية:
- لم نجد بهذا اليسوع ما يدل على أنه مشيا المنتظر..ولهذا أسباب أعددها لكم:
- كان مثلاً يداوى فى السبت وقد نهينا عن إتيان الأعمال فى السبت بأمر ألوهيم..
- كذالك وجدناه يأتى بما يخالف تعاليم موسى..كتحريمه للطلاق-وقد أحله موسى لنا- وعفوه عن الزانية تلك-وأشار بعينه الى مريم المجدلية- وقد أمرنا برجم من يزنى حتى الموت..
- أيضا أخذه الغرور وظن أنه إله فطفق يغفر لذاك ويبعبص لذاك..
- هرتلته بكلام غريب..كطلبه منا بهدم الهيكل وقدرته على بنائه فى ثلاثة أيام..!!
- وأخيرا..ظل يردد أن الاله غفور رحيم..وهو ما أثبت لنا أنه كاذب..فرب بنى اسرائيل أبعد ما يكون عن الرحمة واللين..ولا تسئلنا عن ذالك..فنحن من خبرنا أمه..!!
كيرا مقهقهاً:
- حسنا يا عم الخابور..كما كنت..
*     *     *
سادت همهمات عديدة داخل جدران القاعة لم يقطعها الا صوت القاضى الجهور متبوعاً بعدت طرقات على منصة الحكم..
كيرا متأملاً وجوه تلاميذ يسوع:
- هل لك بالصعود على منصة الشهادة عزيزى تداوس؟
فنهض كهل عجوز من الجمع..وتوجه الى المنصة..فسئله كيرا:
- هل لك أن تصف لنا ماذا حدث ببيت صيدا-قبل توجهكم الى بيت ناحوم- وأعنى معجزة السمك والخبز اللتى افتعلها عيسى؟
تداوس فى توتر:
- الحق أنى لا أفهم قصدك بكلمة معجزة !..ولكن ماحدث كان كالتالى..أمرنى يسوع أن أذهب مع يهوذا الاسخريوطى بالسفينة الى أقرب قرية بها سوق للطعام بصيدا فنبتاع ما يكفى الجموع من الخبز والسمك-وكان معنا صندوق التبرعات- فأحضرنا قفف كثيرة وملأناها سمك وأخرى ملأناها خبز وغطيناها كى لا تتضرر من المياه ورجعنا الى صيدا..فما كان من المسيح الا أن صعد على سطح السفينة  وهو يحمل خمس خبزات وسمكتان وبركهما..وطلب منا أن نناوله الطعام اللذى بالقفف فصاح الجمع ومجدوا ابن الاله..وأنا فى أشد الدهشة من فعلهم..كذالك كان يهوذا مدهوشاً مثلى..
كيرا بصوت رخيم:
-يكفى هذا عزيزى تداوس..يمكنك النزول من على المنصة..
(يسوع يوزع السمك المشوى على البقر..وبطرس فيما يبدو مستناش وخدله قفة عيش)
*     *     *
كيرا متفحصاً  الحضور:
- سيد بطرس..هل لك أن تأتى الى منصة الشهادة؟
فنهض كهل عصبى المزاج وسار الى المنصة وهو ينظر لكيرا نظرات تهديد ووعيد..
كيرا مبتسما ببرود :
- أعلم أنك من أشد المخلصين ليسوع..وأكاد أجزم أنك أشد الناس ايماناً به..ولكن..هل لك أن تخبرنى..لم دعاك ذات مرة بقلة الايمان؟!
بطرس عاقداً حاجبيه الغليظين:
- كان هذا أثناء رحيلنا الى بيت ناحوم بالسفينة..حيث أبصرنا شبح أبيض يسير على الماء .. وقد كانت الليلة حالكة الظلام ولكن لباسه الابيض هو ما جذب أنظارنا اليه.. فأصابنا الهلع..وما إن دققنا النظر حتى وجدناه سيدنا المسيح سائراً على الماء.. فطلبت منه -وكلى عشم- أن يكرمنى بمشاركته بتلك المعجزة فأمرنى على مضض بالقدوم اليه سيراً على الماء !
ولكنى ما أن وضعت قدمى بالماء حتى أوشكت على الغرق ولم ينقذنى سوى باقى التلاميذ بعد أن تعاونوا على انتشالى من الماء..ولما صعد يسوع على سطح السفينة..وبَّخنى لقلة ايمانى به..ولشكى فى قدراته..!!
كيرا متفكراً:
-عجيب هو أمر ذاك اليسوع..يأمرك بالسير على الماء مثله وعندما تفعلها بدون تردد يتهمك بقلة الايمان به !..ولكن دعنا لا نستعجل الاستنتاج..بإمكانك الانصراف الأن..
*     *     *
كيرا مخاطباً الحضور:
-هل لى بالجاسوس؟
ولما وجدهم لم يفهموا مغزى سؤاله طالب بمثول يهوذا أخو يعقوب أمام  منصة الشهادة..
كيرا متفحصاً يهوذا:
- هل لك أن تخبرنى عن لحظة دخولك القبر الذى وضع به جثة يسوع بعد صلبه؟
يهوذا مزدرداً لعابه فى توتر:
- كانت لحظة صادمة فى حياتى..لم أجد جثته.. كان معى سمعان بطرس ولم يجدها كذالك..فأيقنا بصدق قيامته..
كيرا ساخراً:
-إذن لم تجد جثته.. هل وجدت إذن علب (ريد بول) فارغة على أرضية المقبرة؟
يهوذا بإستغراب:
- كلا لا أعتقد..ما هذا الريد بول سيد كيرا؟

كيرا بإبتسامة ماكرة:
- هذا اللى بيعطيك جوانح عشان تطير سيد يهوذا..أى شيئ أخر وجدته بالمقبرة؟
يهوذا متحسسا جبهته:
-وجدنا كفنه ومنديل رأسه ملقى على أرضية المقبرة..كذالك جثتى اللصين اللذين دفنا معه.. كانتا مكشوفى الوجه ولا أدرى لماذا..!
كيرا ملتمعة عينيه:
- ولكنى أدرى...سؤال أخير ..ما علاقتك بيسوع؟ ولم لم تذكر ضمن تلاميذه الاثنى عشر؟؟
يهوذا عاقدا حاجبيه:
- أنى كنت من أهم تلاميذه ومحبيه..كنت عينه فى معسكر الاعداء..كنت درعه اللذى يحتمى به فى الخفاء..هكذا طلب منى..
كيرا ساخراً:
- ويبدوا أنك نجحت فى مهمتك...يمكنك الانصراف الأن..

*     *     *

كيراً ملقياً نظرة على ساعته:
- للأسف الوقت يداهمنا..ولن استطيع استجواب جميع الحضور ولكنى أجد لازاماً على استجواب إثنين أخرين..فدعونى أبداء بـ يهوذا الاسخريوطى..
فتقدم الى المنصة رجل تبدوا على محياه الحكمة..
كيرا مبتسماً:
- سيد يهوذا أنا أعلم كم ظلمك التاريخ..ولكن دعنا من التاريخ واسمح لى بإستفسار..
يهوذا مؤمئا برأسه:
-تفضل سيد كيرا..وسأخبرك الصدق..
كيرا ملقياً نظرة على العازار أخو مارثا:
- عندما أنهض عيسى العازار من الموت..هل تفحص أحدكم المقبرة؟
يهوذا بإبتسامة دهاء:
- بلى..لقد فعلت أنا..عندما وجدت  الجميع مأخوذون بتلك المعجزة انتابتنى حيرة عميقة..فدلفت الى المقبرة ولم اشتم رائحة تعفن للجثة بها..كانت رائحة أخرى كريهة كرائحة البراز..كذالك أبصرت بقايا فاكهة  عطنة وجرة ماء فارغة..
كيرا بإبتسامة نصر:
-شكراً لك يهوذا..يمكنك الانصراف...
يسوع يتفق مع العازار بخصوص خدعة موته ورجوعه على يد المسيح
*     *     *
ساد صمت عميق بعد نزول يهوذا من على منصة الشهود..والكل يتسائل..ترى من أخر شاهد ستستجوبه النيابة المفتريه !!
فنادى كيرا بصوت رخيم:
- عيسى الناصرى..هلا تكرمت بالصعود الى منصة الشهادة..
فحطت الأنظار كلها على ان الاله اللذى لم يجد بداٌ من الاذعان لطلب النيابة..وسار متثاقل الخطى وجلس وهو شارد اللب..
كيرا متفحصا عيسى بعينى صقر:
- أهلا بالرسول..والاله..وابن الاله.. بداية..هلا تحدثنا عن مهنتك قبل التكليف ؟
عيسى مجيباً بصوت أجش عميق:
- كنت نجاراً كيوسف زوج أمى..ولكنى أبصرت بنفسى كالطائر الأرعن اللذى ظل يفنى عمره فى بناء بيته ولم يجب بلاد الله وظل حبيس مسكنه..فرغبت فالانطلاق كالصقور..ودرست الطب على يد العرب فى بلادهم فأصبح مثلى كمثل شجرة لا تثمر الا فى مناخ بارد وبازرها قد غرسها فى شظى الصحراء..فنزعت نفسها بنفسها وذهبت لتنمو وتثمر لها ولمن حولها..
كيرا مصفقاً بيديه:
- أصلى يا برنس..بس حياة ابوك تفكك من دين أم أمثلتك عشان مفيش وقت لهبلك ده وجاوب على قد السؤال..
فيحمر وجه عيسى خجلاً..
كيرا متئملاً آثار المسامير على راحتى عيسى:
-سؤالى التانى..أنت مازوخى ياض؟! يعنى مثلا بتتكيف من شغل الجلد والسحل والدق والصلب ده؟؟!! يعنى بالبلدى..ليه لما بيلاطس طلب منك إنك تثبتله إنك المسيح المنتظر وبالمقابل يطلق سراح اللى جابتك فضلت قافل بؤك زى اللى واكل سد الحنك..؟!! مترد !!
عيسى ناظراً الى سقف القاعة مرددا:
- الهى..الهى..لما فضحتنى..!!
كيرا بحنق:
- أحا..انت لسه شوفت حاجة..دنا هفضح كدب دين أمك دلوقتى كله..صبرك عليا بس..قوم غور يلاَّ على كرسيك خلينا ننهى المسرحية دى..
فإنصرف عيسى مطأطأ الرأس ونظرات كيرا تتبعه فى سخط..
*     *     *
أخذ كيرا نفس عميق وأردف:
- المحكمة المقورة..الرعاع الحضور..

صحصحوا معايا بقى عشان هبينلكم دلوقتى إزاى كنتم عايشين فى وهم مرير اسمه يسوع المخلص..
هتتصدموا فى الحقائق...بلا جدال..لانى هعرضها خالية من النفاق والتنميق والمحلسة..
بس أوعدكم..
تفكيركم هيتغير بعد الجزء التالت من المرافعة..
ودلوقتى..
خلونا نبتدى الجزء الأخير من المحاكمة..
حقيقة خداع المدعوا السيد المسيح ابن الاله..
دعونى اربط لكم الاجزاء بعضها ببعض..
دعونا نتعرف على حل اللغز..
*     *     *
فى احدى بقاع الناصرة..ولدت مريم المدعوة بالعذراء..
وما أن أتمت عامها الخامس حتى تم تقديمها للهيكل-اللذى كان أبيها أحد كهنته السابقين قبل أن تفيه المنيه- للعمل كخادمة لكهنة الهيكل..
كانت السيدة حنة-والدة الفتاه- تجد ذالك هو الخيار الأمثل لتوفير نفقات البيت-بعدما فقدت معيلها- كذالك لتبعدها عن عين أختها اليصابات الحسود اللتى لم تنجب بعد..
كانت مريم تحت رعاية زكريا..بل جميع كهنة المعبد..فأبيها كان زميلهم بالمهنة..
مريم كانت ساذجة كأى خادمة..
ساذجة لكونها قبلت فاكهة وعسل من شخص غريب..
ساذجة لكونها قبلت وعاء الخمر اللذى هاداها به..
ساذجة لكونها رضخت لرغبته-واللتى لم تكن حتى ذالك الوقت تفهم ماهيتها- لكى لا يبتئس..
وكما نرى..
حدث ما هو متوقع..
قام هذا الوسيم المجهول بمضاجعة مريم وهى بعد طفلة لا تفهم ما يحدث حولها وبها..
وقد نستنتج أنها قد كانت تملك غشاء بكارة مطاطى-أمر شائع طبياً- مكنها من الاحتفاظ ببكارتها الجسدية فى الظاهر..
أو أن هذا العاشق المجهول لم يلج ايلاج كامل واكتفى بقذف سائله المنوى على فوهة رحمها..والحمل ممكن علمياً هنا كذالك..
ولما مضت الاشهر الاولى من الحمل وانتفخت منها البطن..ثار رعب كل من فى المعبد..
ولما قامو بفحصها وتأكدوا من أنها مازالت بعذريتها..انتابتهم حيرة عميقة..
ماذا هم بفاعلون ؟
انها وصمة عار على الهيكل ان تحمل فتاه بداخله بدون اتصال شرعى.. فكيف سيقدم الناس بناتهم للخدمة فى الهيكل بعد تلك الواقعة السوداء؟!
كذالك سيدب الشك فى كل كهنة المعبد..أيهم فعلها؟؟
وبعد اعتراف مريم بما حدث بطريقة مشوشة..
وبعد مشاورات فى الطريقة المثلى فى التعامل مع الموقف..وهل الرجم حتى الموت 

للزانية- كما تنص العقيدة اليهودية - هو خيار حكيم..أم طردها وكفى..
فكان قرار طردها من المعبد هو القرار المتخذ.. تكريماً لذكرى والدها..وانقاذا لسمعة كهنة المعبد..!
وتم منح رجل يدعى يوسف النجار-كان يحضر أوقاتاً الى الهيكل لاصلاح ما يستلزم من الابواب وغيرها- مبلغ كبير من المال مقابل أن يرتحل مع مريم ويقوم برعايتها.. ولقد أحس بالتعاطف مع مأساتها فخطبها وارتحلوا سويا..
وفى بيت لحم..التحقوا بخدمة الاسطبلات.. وتم ولادة عيسى فى أحدهم.!!
وبعدها بمدة قليلة رحلوا الى مصر..
وبعد موت هيرودس عادوا الى الجليل..
هذا وقد توفى يوسف النجار بعد ذالك بحوالى خمسة عشر عاماً لم ينجب منها حتى كلب لولو صغير..!!
بالطبع لن نغفل معاناة هذا الكائن المدعو يسوع..ففى كل مرة كان يعايره الاولاد بأبيه الوهمى كان ينظر الى أمه متسائلا..فتجيبه دمعة من عينيها المنكسرة دوماً..
ولما بلغ وعلم الحقيقة...
إنهارت صورة امه فى ناظريه..فهى زانية وذاك يكفى..يكفى لحرمانه من مجده المنشود بتملك قطيع الخراف المدعو بنى اسرائيل..فكيف سيصبح ملكهم المعظم وهناك قول الاله"لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب" فهل من الممكن أن يصير ابن الزنى نبى مثلاً؟!!
وهكذا لم يكن يسمح لها بالارتحال معه كى لا تدنس الجمع..وتذكره بوصمة عاره.. ولكن هذا لم يمنعه من اصطحاب فتاة الليل المجدلية.. تكفيراً عن عقده النفسية تجاه أمه.. فعيسى مليئ بالتناقض كما سنبين لاحقاً...!
ماذا عن مريم؟
فتاه فقدت أبيها وما كان يمثله من حب جارف تجاهها..وبعدها فقدت برائتها وطفولتها بعملها كخادمة فى الهيكل لدى بعض الحمقى المتدينين...ثم فقدت شرفها وكرامتها على يد كازانوفا مجهول دعته بجبريل..ثم تزوجت من رجل لا يحبها بل يتعاطف معها فى سبيل حفنة من الدنانير..كذالك أقنعته أن ذنبها قد يكون منه وليس منها استنادا لقول الاله فى التوراة "خاطب الرّبّ بني إسرائيل مهدّدًا إيّاهم: أن لم تسمع لصوت الرّب إلهك: تأتي عليك جميع اللعنات وتدركك... تخطب امرأة، ورجل آخر يضطجع معها" فها هى تفعل ما اراده الرب..!!
لاحقاً ستفقده هو الأخر ويتركها مع ولدها الذى يتبراء منها ومن فعلها..وحتى ذاك فقدته على الصليب !!
والأن..
أعلمتم سر نظرة الانكسار والحزن الدائم اللتى تعلو وجهها فى كل وقت وحين؟..

*     *     *
صرف عيسى النظر عن شغل النجارة والباب والشباك وانطلق لأرض العرب ليتعلم الطب والمداواة بالاعشاب وأتقن أصولها..
لم ينس بالطبع هدفه الناجم عن احساسه بالدونية..الا وهو تزعم بنى اسرائيل وتخليد اسمه فى أحافير التاريخ..!
ولكن كيف والتوراة تنص على حرمان ابن الزنى من الولوج فى جماعة الرب؟!
الحل بسيط..
تغير الناموس.. وتصحيح الاعوجاج اللذى رأه فى التوراة وفى أحكامها الغاشمة..
وللاسباب اللتى ذكرها كبير كهنة الهيكل منذ قليل.. حكموا على عيسى بالهرطقة والتجديف على الأله..وحاربوه بكل قواهم..
ولا يسعنا إغفال دور يحيى -قريبه- فى بداية دعوته..
فهو من عمده وسيطه وسط اتباعه(أتباع يحيى)..كذالك رغب عيسى بأن يكون هو من يتم تعميده بدلا من أن يعمد هو يحيى..وذالك من تواضعه الجم..!!
وكما ذكر يوحنا..كانت محاولة مغرية لزعامة بنى اسرائيل..لولا حماقة عيسى وتحريض يوحنا على فتواه المتعلقة بزواج هيرودس بهيروديا زوجة اخيه..
وكما كان متوقعاً..
تم القبض على يوحنا وهرب عيسى وتم التضحية بالمعمدان !
*     *     *
معجزات عيسى بعد اخضاعها للتحليل والتفنيد وحذف المبالغات العديدة بها..
نجد أنها لا تمت للمعجزات بصلة..!
فمعجزة مثل شفاء المرضى-وهو طبيب بالمناسبة ومستعد دوما بأعشاب متنوعة تواكب الحالات المتوقعة- لم يكن ذا شأن..
يذكر أن هناك فشل حدث عدة مرات فى شفاء بعض المرضى..والحل؟..القاء اللائمة على الشيطان اللذى يتلبس جسد المريض..أو حتى اتهام المريض بضعف الايمان..الخيارات مطروحة ومعقولة كما ترى..
معجزة أخرى كإطعام حشد غفير بسمكتان وبعض الارغفة..تم تفنيدها من قبل تداوس تلميذه وحسبت معجزة ببركة دعاء الوالدة !!
معجزة تحويله الماء لخمر...كما أوضح نثنائيل فى شهادته..كان خمر سيئ المذاق..ولكن بالنسبة للسكارى لم يكن من المتوقع الاعتراض على-او تمييز- الطعم..
وكما سرد..
بضع زجاجات خل وخمسة زلعات عسل وماء  وبعض الروائح واشربوا يا بهايم يامساطيل بالهنا والشفى..!
قصة عبوره على سطح الماء..سخافة أيما سخافة..
 كما ردد رسله..كان الظلام حالكاً..وبالتالى لو كان واقفاً على لوح عريض من الخشب أو قارب صغير لم يكونوا ليتمكنوا من رؤياه....
ولما هم بطرس بالنزول الى سطح الماء وأخطئ-بالطبع- القارب كاد يغرق لولا لحقه باقى الرسل..
لم لم يطلع المسيح "جدع" ويشرك بطرس -أشد تلاميذه إخلاصاً له- فى معجزته الفتاكة تلك؟!
سؤال لا يحتاج الى إجابة..
نأتى على التقيل...
معجزة إحياء الموتى.. ونخص تحديداً العازار أخو مرثا...
تلك تحديدا عمل درامى وشغل حواة ينافس فيه دافيد كوبر فيلد وكريس أنجل !
تم الاتفاق على دعم عيسى -لمحبته عندهم- والتمثيل بأن العازار مريض..العازار جاله اسهال ياخواتى..العازار بيفلفص..العازار مااااات يامصيبتى..!!!
وبعد الدفن -الظاهرى- للحاج العازار(مع امداد الجثة ببعض المؤنة من مأكل ومشرب) تم ايقاظه من الموت بفعل الاله ابن الاله..دكتور عيسى...
وكانت معجزة-فشنك-ذات دوى صاخب بين الفقراء سرعان ما تم نسيانها كالعادة !
ولكن يحضرنى هنا تساؤل...
لما؟
الاجابة بنقطتين..
- كى يخدع مزيدا من الحمقى والمغفلين ويذيع سيطه كإله مطلق القوى..اله لم يستطع انزال نفسه من على الصليب..خخخخخخخ
- كانت بروفة لما خطط له عيسى لاحقاً..وهو القيام من الموت شخصياً بعد تسليمه-ظاهرياً- لجنود هيرودس...
وهذا منطقى بلا شك...
فبعد تكرار معجزاته-الوهمية- وجد انه لم يجمع حوله الا القليل..ويحتاج الى معجزة أكبر ترتج لها أنحاء المعمورة..
وكما مكث يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام..فلم لا يمكث هو فى بطن الأرض ثلاثة مثلها..ثم يبعث من جديد...
ولكن لن يكون هو من سيصلب..
بل توما..
تؤم يسوع..!!

*     *     *
لم تكد تقع عينا يسوع على توما أول مرة حتى أيقن أن القدر-وحده- هو من أرسله اليه..!
فقد كان الشبه كبير جدا بين كليهما..
وهكذا..
بعدما أخفقت المعجزات فى إحداث تأثيرها المرجو..كان لابد من التضحية "بإبن الإنسان" ليعلوا مجد "ابن الاله"..
ونتيجة لغسيل مخ توما المتواصل بالبرسيل والكلور..تم إخضاعه..وأصبح مستعد للتضحية بروحه فى سبيل ابن الاله..يسوع..
كانت الخطة تقتضى مساعدة طرف ثالث يبدوا وكأنه خان سيده..
وكان هذا الخائن الوفى..يهوذا الاسخريوطى..
حيث أخبره المسيح أن يذهب ليحضر جند الرومان اليه ويجعل علامة بينه وبينهم بأن يقبل توما على خده فيعرف الجنود أنه هو المسيح فيأخذوه ويقتل ويدفن ومن ثم يختفى المسيح عن أنظار تلاميذه ثلاثة أيام ثم يظهر لهم مدعى أنه بعث من جديد وأن لا شيئ-حتى القتل- سيجعله يفرط فى ملك بنى اسرائيل !
المشكلة كانت عندمااستيقظ ضمير يهوذا وقرر تسليم عيسى بدلا من توما..
فلو كان اله حقاً فلسوف ينجو..والا..فلقد استرحنا من هرائه !!
*     *     *
كما قلنا..سلم يهوذا يسوع بدلاً من توما..وأيقن يسوع بفشل مسعاه بالسيادة على بنى اسرائيل..ولم يدافع عن نفسه أمام طاليس ولا هيرودس ولا  أوبرا وينفرى حتى..!!
وبمباركة من اليهود..تم سحل يسوع ومن ثم صلبه..
ولى هنا وقفة..
يدعى القرآن أن المسيح لم يصلب ولكن شبه لهم-بفرض ان حصل لخبطة وتوما هو اللى اتاخد ف الرجلين- وتم رفعه الى السماء...
عندى استفسارين:
- لو كان اترفع فعلاً..فده كان امتى؟ بعد صلب توما ولا قبله..بعد دفنه-توما- ولا قبله؟
وإيه الحكمة من رفعه؟ وليه مكنش قدام الكل؟ لعل وعسى الكل يؤمن بيه..وايه ذنب توما؟
كالعادة الاجابة هتكون اى هبل فى الجبل..!
- طب بفرض ان اله السماء مرضيش تكون نهاية نبيه بالشكل ده واليهود يشمتوا فيه فحط عليهم ورفع نبيه اليه...
خخخخخخخخخخخ..معلش يعنى هو ده كان نبى ويحيى كان قرطاس جوافة؟؟!!
ليه سابه لحد ما جزوا راس أمه ومدَّخلش وأنقذه بالمرة وأهى طلعة واحدة...
ما علينا...
طبعاً تلاميذه الناصحين بيأكدوا إنه اترفع من المقبرة بعد 3 أيام من دفنه..!
والمطلوب يعنى؟؟
إستفدنا إيه من قيامة كسمه؟!
ثم مش كان الاولى إنه-لو حابب يعمل شو يعنى ويسيط نفسه- انه يترفع من على الصليب..!
بس زى ما وضحنا من شهادة تابعيه..
المسيح هو اللى صلب..
المسيح هو اللى اتدفن..
توما هو اللى مثل إنه المسيح وقد قام من موته..ابن النصابة ده..
جثت المسيح اتسرقت من المقبرة..
والسارق إضطر يكشف وجوه الجثتين الأخرتين-اللصين اللذان صلبا مع دكتور عيسى- عشان يقدر يتعرف على أيهم عيسى..!
وهكذا..
كما رأيتم..
عقيدة-وان كانت فى طياتها تحمل قدر من السماحة- الا أنها مبنية منذ البداية على الخداع ..فلم يكن هناك اله..ولا ابن اله..ولا جبريل..ولا قيامة..ولا معجزات..!
ولاثبت للمحكمة صدق كلامى..
ومستلهماً طلبى من محاكم التفتيش -واللتى هى قدوة لنا فى تلك الانواع من المحاكمات..
أطالب بصلب هذا الزومبى المدعو يسوع للمرة الثانية.. وأعطائه الفرصة لتكرار معجزته وليقم من على صليبه أو حتى من قبره..

*     *     *
بالطبع لم تستجب المحكمة المقورة لطلبى وأقرت بأنه كذاب.. ولكن لا يتناسب معه العقوبة المطلوبة..
وعوضاً عن ذاك..قررت المحكمة ايداعه مصحة عقلية فهو يحتاج العلاج من عقده النفسية المغروزة به منذ طفولته..خخخخخ أحا يا محكمة..
يخسارة المرافعة يا جدعان..
ولكنى تذكرت أمراً..
من أيضاً يستحق فضح أكاذيبه أمام جموع البشر..
أصبت..!
فمحاكمة محمد بن عبد الله ستكون -بحق- هى محاكمة القرن..


الى اللقاء فى الجزء الثالث...