ناظراً الى كرشى فى تعجب- ذكرنى بكرش عادل امام فى مشهد إلتهامه للطعام فى الفندق وإنشاده "أنا م البلد دى" فى فيلم بخيت وعديلة - وقد إمتلأ من كثرة الطعام وأصبحت اتنفس بصعوبة شديدة..وجبة كهذه تحتاج الى زجاجة بيرة ولكن لا يوجد متسع..!
وبعد إقتراح حالم من خطيبتى بالخروج لنتمشى كى نهضم تلك الوجبة السمينة..وبعدما صارحتها بإصابتى بـ Temporary paralysis وعدم القدرة على التحرك نهائيا من على كرسى الأنتريه..ويكأنه تم حقنى بـ 10 ملجم ساكسونيل كولين..!
وبعد الحاح من حماى وعمرو بإستكمال القصة..
أشعلت سيجارة ..
وإستنشقت دخانها فى تلذذ..
وشرعت فى السرد..
*
* *
( حوار تخيُّلى دار فى عقل كوهين )
" الواقع أن كونى
مسيحياً فى وسط اسلامى متشدد بعض الشيئ لهو- بقياس افتراضى - الجحيم بعينه.. ولكن.. شائت
الأقدار أن أنحدر من نسل عائلة ثرية من جهة الأب وذات سطوة وبالتالى نلت-
بالإكراه - تغاضى الجميع عن معتقدى الدينى..
كان ذكائى ونباهتى هما
الشفيعان لى- بعد أموال والدى بارك روحه يسوع مخلصنا- عند أهل القرية لمعاملتى
باللتى هى أحسن..
وصار لى أصدقاء كَثر من
المسلمين..منهم من يطمع فى كرمى..و منهم من يخشى مكرى..
لكن هذا الــ كيرا تجاوز
الحد هذه المرة فى تحديه..
تحدى كهذا قد يتسبب - قطعاً
- فى مقتلى على يد الغوغاء من المتشددين..
ما العمل؟
هل أنسحب وأعلن هزيمتى
أمام تحديه؟
أم أفاجئه بجرأتى؟؟
لعنك يسوع يا كيرا أيما
لعنة..
الواقع أن قطع المياه عن
المصلين والكهرباء عن ميجافون المسجد وسط صلاة الجمعة لهو أمر لا هذل فيه..!
فلو رآنى أحدهم معتلياً
سطح مسجدهم ساعتئذ وعلم أنى مسيحى فلن أعود سالماً لقريتى أبداً..
لعنات الرب عليك يا كيرا..
سأفعلها..
مهما كانت العواقب..
سأفعلها.."
*
* *
مش هخبى عليكم..
من ضمن أبضن 10 حاجات فى
حياتى هى صلاة الجمعة..وكانت بتحتل المركز التانى مباشرة بعد استيقاظى فى الصباح
البارد للذهاب للمدرسة وقتئذ..!
وسبب بضنتى من صلاة الجمعة
حاجات كتير.. هعددهالكم:
1- المياه بتكون مقطوعة عن
القرية كلها ما عدا خزان الجامع فلازم تستنى دورك وتقف طابور طويل عريض عشان تخش
حمام مالوش شباك والمؤمن اللى لسه خارج
قبليك ما يعرفش عن النظافة الشخصية شيئ أكتر من معرفته عن نظرية الأوتار!
2- الغداء دائما بعد
الصلاة وليس قبلها..فلازم تصلى ومتطمعش انك تاكل جناح فرخة ولا حتى حتة
كبدة..الصلاة أولاً يا طفلى العزيز!
3- وانت بتتوضى الحنفيات
بتكون قريبة فشخ من بعضها..وبالتالى فإحتمالية أن ينالك شذرات طائرة من تمخط
المتوضئ بجوارك واردة جداً..ولو شعرت بالإشمئزاز من المخاط السابح أسفل منك فى ماء الوضؤ
بفعل المتوضؤن على طول الصنابير-اللى هى الحنفيات- فليس أمامك الا أن تدعوا الله
أن يصيبك بالعمى فترتاح..!
4- لن تجد اى إبن متناكة
من المصلين مركزاً فى أى كلمة بنت متناكة من اللى بيهرتل بيهم الخطيب.. الشيئ
الوحيد اللى متبرمجين عليه هو لما يتنطق اسم الحبيب - حتى لو الخطيب بيقصد العاشق-
يرددوا كالببغاوات(عليه الصلاة والسلام)!
5- كل من حولك إما نائم أو
منهمك فى البعبصة فى اصابع قدمه وشم أصابع يده أو التمخط بمنديله المحلاوى..!
6- لن تهنئ على الجلوس فى
أى مكان جلست !..فكل دقيقة تجد من ينقر على كتفك ويطالبك بالزحزحة قليلاً لينتش
الركعتين السنة مع العلم أنه بمجرد ما اعتلى الخطيب المنبر فلا يجوز الصلاة..بس
تقول لمين..عالم بهايم يابا..
7- التنميل بالقدم..لن تجد
مصلى واحد لم تنمل قدمه ويصاب بالشلل المؤقت فى سبيل الله فى تلك الساعة
المباركة..!
8- إحتمالية ضياع شبشبك
لابد من وضعها فى الحسبان !
هل أزيد؟!..
قصر الكلام..
كان سبب ذهابى لصلاة
الجمعة دى تحديدا هى التحدى اللى حطيته لكوهين..طلبت منه إنه يطلع على سطح الجامع
أول ما الخطيب يبداء الرغى ويقفل الميه من محبس الخزان عن حنفيات الميضة وبعديها
يقطع سلك الميجافون ويورينى شطارته هيعمل ايه لو حد طلع يتأكد من الميه فى الخزان
وعتر عليه وشاف الصليب اللى على إديه !!
كان عندى قناعة- أقرب
لليقين- إن كوهين مش هيورينى وشه تانى وهيتحجج بأى حجة بحيث إنه ميخشش التحدى
المهلك ده..
وعشان كده..
تلاقينى قاعد أنا وفريقى
شبه نائمين ومسندين ظهورنا على الحيطة وانا براقب المصلين والخطيب اللى كل شوية
يشرق ويشرب بق ميه من كوب معدنى أمامه..وإبتسمت فى سعادة..
لقد بداء الخطيب فى الهرى
المعتاد ولم يحدث شيئ..
لقد إنتصرت على
كوهين..أخيراً..
وسرحت قليلا فى الخطبة..
كان الخطيب يتحدث عن أهل
الكهف وإزاى كانوا معجزة من عند ربنا.. وإزاى هما لما طاردهم الملك
"بقدونس" هربوا للكهف وطلبوا الرحمة من ربهم والعون والنصر فبعتلهم
الملاك "فاليومائيل" ونيمهم حوالى تلتميت سنة..رحمة دى ولا فلم كرتون يا مؤمنين؟
فضحكت فى سرى والضحكة كانت
هتقلب بشخرة..!
ولم تمض لحظات حتى أطلقت
شخرة خافتة بالفعل..
والسبب..
ضجر المتوضئين من إنقطاع
المياه عن حنفيات الميضة..!!
بلعت ريقى فى توتر بالغ..
قد يكون قطع عادى وليس....
انتبهت على صوت الخطيب
المشروخ وهو يخاطب عامل المسجد طالباً منه التأكد من وصلات الميكرفون فصوته المتعب
لن يحتمل الجعير لو وجد عطل !
ووسط دهشة عامل المسجد من
دوران المراوح بما يعنى عدم انقطاع الكهرباء..
ووسط انشغاله مع إثنين من
المتطوعين للوقوف على سبب العطل فى توصيلة الميكروفون..
تسائلت فى داخلى..
هل من المرؤة إخبار
المصليين بالسبب الحقيقى وراء قطع المياه وتوصيلة الميجافون؟!
*
* *
بمجرد أن أعلن عم جودة - مؤذن المسجد - حلول صلاة
العصر- بعد إكتشاف القطع فى سلك المايكروفون وسبب إنقطاع المياه وإصلاحه - بصوت دين أمه المشروخ..إنطلقنا بخطى متثاقلة الى قرية "ميت سها"..
حاول شادى ودرابوكة وعجة
إثنائى عن استكمال التحدى..
ولكنى رفضت الظهور بمظهر
الجبان..
كان ذهابى لرأفت فى عقر
داره ومراهنته على أى تحدى كان - مقابل التخلى عن فكرة الخمسين ع اللحم المهينة
تلك لأفراد فريقى المنهزمين فى حالة فوزى بتحديه - هى الحل الوحيد أمامى..
وعند ساقية الهلايلة..وجدناهم بإنتظارنا
وبأيديهم أعواد قصب يمصونها بنهم..عالم رايقة بنت دين كلب !
ولم يكن رأفت معهم..
وعند سؤالهم أخبرونى أنه
يأخذ غطس فى الترعة القريبة وسيأتى حالاً..
وذهب مليطة ليناديه..
كل ده وانا بفكر إزاى
حطينا نفسنا فى موقف مهين زى ده؟
وإيه اللى مخبيهولى رأفت
أفندى يا ترى؟
معدتش دقيقتين الا ولمحنا
رأفت ومليطة جايين من بعيد بيضحكوا وبيغنو أغنية بضان كده مع بعض وعمالين يقسِّمو
فيها..
ولما جه وحاول يسلم عليا
بس إفتكر إن إيده مبلولة إعتذر وقال:
-معلش أصل الجو حر أوى
النهارده..بس إيه رأيك يا معلم؟ غديتكوا بدرى النهارده أهو (يقصد ان الخطيب كنسل
تلت تربع الخطبة وخلص بدرى عشان صوته كان واجعه فروحنا بدرى وطفحنا الغدا..بس نسى
إن نفسى كانت مسدودة ساعتها)
فقلتله ببرود:
- وغلاوتك ما طفحت حاجة
لحد دلوقت..الانبوبة عندنا كانت مشطبة.. فإنجز وقول عايز ايه عشان أغور واطفح عند
شادى..
فإبتسم رأفت فى مكر وأجاب
وهو يشير الى بإصبعه:
-قشطة يا كيرا..غداك عندى
النهارده..وده تقدر تعتبره التحدى بتاعك..
عقدت حاجبى فى
تركيز..يكونش هيطفحنى الطفح اللى بياكلوه بدم المسيح وشغل الهبل ده؟!
- وضح.. مش فاهم..
بصلى وضحك وقال:
- أنا عازمك إنت وفريقك
على وزة..وماتخفش..مش مسمومة لو جه فى بالك..بس فيه مشكلة..الوزة مش تحت إيدى
دلوقت..عند ستى تريزا- واللى بالمناسبة بكرهها كره العمى- فاللى مطلوب منك إنك
تسرقها وتاكلها وتجيبلى راسها ناية..بس يا سيدى..
-بس..؟! مجرد سرقة بسيطة
وأكسب التحدى؟
-أيوه يا كيرا..هو ده
المطلوب منك بالظبط..
رفعت حاجبى الأيسر فى شك
وقلت:
- طب وإيه اللى يضمنى أنك
مش هتكون عامللى فخ وستك تمسكنى وأتفضح وسط الناس إنى حرامى وأهين أهلى معايا؟
--هو إنت مش طلعت راجل
معايا ومفتنتش عليا وانا فوق الجامع عندكم..أنا كمان مش هقل بأصلى معاك متقلقش.. ثم
أنا لسه قايلك أنا مش بطيق الولية دى!
والسرقة هتكون سهلة
خالص..هى أصلاً قاعدة لواحدها فى بيت قديم قدام الكشك بتاع حسنين الاعرج والبيت
ليه حوش واسع ومش مربية فيه غير الوزة دى.. وسور البيت واطى فهتقدر تنط وتشيل
الوزة وتخرج بسهولة.. وتدبحها وتاكلها بس جيبلى الراس نَية..ده شرطى الوحيد..قدامك
لحد بكرة العصر.. يلا سلام..
ومشى رأفت هو وفريقه
وسابونا محتارين..
معقولة؟
هو ده التحدى اللى كنت
مستنيه؟!
حاسس إن الموضوع فيه
خدعة..
بس إيه هيا؟
نفسى أعرف...
*
* *
بمجرد ان إنصرف رأفت وفريقه وضعت الخطة موضع التنفيذ الفورى..
سأفاجئه برد فعلى السريع وسأقوم بسرقة الأوزة اليوم لا الغد..فالجوع يفتك بمعدتى..
صنفت المشاكل المتوقع حدوثها فتلخصت فى الأتى:
- حسنين الأعرج.. فكشك البقالة اللذى يقف به أمام منزل الحاجة تريزا..
- الحاجة تربيزا ذات نفسها فيما يبدو لا تغلق باب البيت أثناء النهار..وبالتالى إمكانية رؤيتها لى عند قفزى الى حوش بيتها وارد..
- الوزة بنت دين الكلب ذات نفسها قد تصرخ وتفضحنى..
وبالتشاور مع النمس قررت الأتى:
(سأنتظر حتى يذهب حسنين الأعرج لصلاة المغرب وأعتلى سور البيت والتأكد من أن تريزا قد أغلقت بابها والتسلل بحذر شديد خلف الوزة وإطباق يدى على زورها كى لا يسمع لها حس وسرقتها بشويش وهنيئاً مريئاً لنا)
ولكن..
ماذا لو لم يغلق حسنين الاعرج الكشك وطلب من زوجته أو إحدى بناته الوقوف مكانه رثيما ينتهى من "نتش" التلت ركعات؟
فطلبت من درابوكة وشادى التوجه للكشك ومشاغلة من به رثيما أقفز من على السور وأقوم بسرقة الأوزة..
وبعدما أذن المغرب..
لمحت زوجة الأعرج- فيما يبدو- متوجهة لتحل محل زوجها فأمرت شادى ودرابوكة بالتوجه الى الكشك لتشتيت إنتباه دين أمها..
شمرت ساعدى وتوجهت الى السور فى خفة ورشاقة..وحانة منى نظر الى الكشك ووجدت شادى يشير خلف زوجة الاعرج فتلتفت لترى طلبه..فقفزت برشاقة من فوق السور وجلت ببصرى حولى لأستكشف المكان وأطمئن بخلو الحوش من ربت البيت وأحدد "لوكيشن" الوزة فأبصرتها على بعد ثلاثة أمتار..
ثلاثة أمتار ليست عصية على أنا.. كيرا..لخداع أوزة مهما كان ذكائها..!
بالطبع لن تتفوق على وزة..مهما كان حجمها..!
المشكلة هنا يا سادة.. ليست فى الأوزة..
بل فى الصوت اللذى سمعته الأن عن يمينى..
صوت لا يبشر بالخير..
على الإطلاق..
* * *
( حوار تخيُّلى دار فى عقل كوهين )
"مرتشفاً من كوب الشاى..وأبلغ علامات السعادة تعتلى وجهه المليئ بالتجاعيد والخطوط اللتى حفرتها السنون على جبينه الأسمر .. أسئله فى فضول:
- جدى.. هدية إيه دى؟ وليه أنت متأكد أنها هتعجبنى؟
فيبتسم فى هدؤ ويردد بصوت الواثق:
- هتعجبك يا رأفت..إستنى بيتر إبن عمك ثوانى وهيخش علينا ومعاه المَشنة..
فأعقد حاجبى فى تساؤل:
- مشنة؟ هو انت هتهادينى بفطير ولا إيه؟
فيضحك جدى ويشرع صدره فى إصدار سيمفونية بوهيمية من الكحة المتواصلة لا تنتهى الا ببصقة ملغومة على الأرض وطمسها بحذائه المليئ بالطين وروث البهائم !
ولا تمضى لحظات..الا ويهل علينا بيتر بمشنة الخبز الملدن..ولكن بدلاً من الخبز أبصرت بجرو وليد..
جرو هجين..نصف كلب ونصف ذئب..
إنتشلته من المشنة وعانقته وقبلته بشدة فشرع يحرك ذيله فى سرور..
سيصير صديقى الصدوق من الأن فصاعد..
وسأناديه بـ وولف..
وولف الفتاك..هكذا سيكون إسمه..
سأظل أحبه..
حتى بعدما هاجم أبى-رحمه الرب- وكاد يفتك بقدمه-بعدما شاهد أبى يصفعنى بعنف عندما إكتشف أنى أدخن سجائر- سأظل أحبه..
حتى بعدما تم نفيه-الهاء عائدة على وولف- الى منزل ستى تريزا ليحرسها..سأظل متعلق به..
المشكلة أن وولف أصبح أشد عدوانية وأكثر شراسة مذ فارقته وفارقنى..
ترى..
هل يعلم كيرا بذالك؟"
* * *
إبن دين الكلب..
ازاى متوقعتش المكيدة دى من البداية..
ماهو موضوع الوزة مش هيكون بالبساطة دى لازم يكون فيه خازوق..وخازوق مغرِّى كمان..
كلب هجين..؟!
كلب هجين يابن العرص يا كوهين؟!
دا لولا إنى خفيف وسريع البديهة كنت إتاكلت وقرقش عضم اللى جابونى..
ماشى يا رأفت الكلب..
ان ما سمتلك سى وولف بتاعك ده مبقاش كيرا..ناديت على شادى وسئلته إن كان باقى معاه سم سنيور..فقاللى لأ..بس لو عايز أقضيلك..
بس النمس جالى وعلى وشه علامات القلق وقاللى:
-ما بلاش السم يا كيرا..هتدخل نفسك فى موال كبير زى موال القرش ومش كل مرة تسلم الجرة..بلاش غشومية وخلينا نشوف صرفة تانية غير قتل الكلب ده..لأن رأفت لو قتلنا كلبه مش هيعدى الموضوع كده ببساطة وهيحط علينا حطة خرة.. وإحنا مش خالصين..
بصيت لفريقى فى غضب..أحا..إيه اللى بيحصلنا ده..وازاى إتحطينا ف موقف إبن وسخة بالشكل ده..
بس لأ..
أنا لازم اظبط الكفة تانى..
لازم الآقى حل.. لا يمكن أستسلم..
أنا فعلا مش محتاج سنيور ولا سم فران..
كل اللى محتاجه شوية تفكير..
والوضع يرجع تحت سيطرتى تانى..
يا ترى ؟
ذكائى هينصفنى المرة دى؟
المعادلة ببساطة هى كلأتى:
( كلب هجين فتاك+ وزة مطلوب سرقتها+ ولية حيزبونة ممكن تكشفنا= احييه)
الا إذا.......
الا إذا نجحت الفكرة اللى فى دماغى...
صحيح..
هو إحنا هناكل الوزة حاف من غير محشى ولا حتى صينية رقاق؟
* * *
( حوار تخيُّلى دار فى عقل كوهين )
كنت قاعد بتفرج على برنامج كوميدى بتاع مقالب فى التليفزيون..كنت مفشوخ ضحك الصراحة.. ومكنتش عارف..أنا مبسوط عشان المقلب التافه دى ولا عشان اللى حصل لكيرا الليلادى.. ههههه.. أصل ما قدرتش أمسك نفسى من الضحك والبت سنية مرات حسنين الأعرج عماله توصفلى-وهى بتتفتف من الأثارة:
- كان فيه عيلين بيشتروا منى بيبس وبيسئلونى عن علبة سمنة النخلتين اللى ورايا ويطلع إيه هو زيت النخيل ده.. وطالما هو زيت ليه مسمينها سامنة..الصراحة معرفتش أرد.. حكم يا خويا أنا ماليش فى البدع الجديدة دى..طَوّل ما وعيت ع الدنيا وأنا أعرف السمنة البلدى ولية الخروف بس..إنما تقولى نخل وشجر برتقان والبدع ده أقولك ما تاكولش نافوخى..المهم.. مديت إيدى على صفيحة سمنة من ع الرف وعملت نفسى مشغولة بقراية المكونات وأنا أصلاً يابن الحلال طالعة م المدرسة من سنة أولى تالت! بس قولت أدينى أشغلهم لحد ما حسونة يرجع م الجامع ومتأخذنيش إنى بقول جامع يا خويا..الدين لربنا حكم لقيتك إسبهليت..المهم ما علينا..وأنا عمالة أبعبص ف علبة السمنة وش وطيز بشغل وقت يعنى إذ فجأةً سمعت صوت الكلب اللى ف بيت الحاجة ستك بيزمجر وف لمح البصل-هكذا لفظتها- عيل سوفيف نط من جوة بيت ستى تريزا وهو عمال يسب الدين ولما لمحنى ببصله ومش عارفه أصوت ولا أحدفه بفتاحة البيبس..خد ديله ف سنانه وطار زى ما يكون لمح عفريت..أه..منا برضه واحدة ست بس بميت راجل.. قوم شوفت النصب يا خويا العيال ولاد الحرام لما شافو الواد بيجرى طارو وراه..قولت ف عقل بالى هيمسكوه من قفا اللى جايبينه ويجبوه لسى حسونة يربطه ف العمود اللى قدام الكشك ويفضل يضربه بالسلك اللى ضرب بيه فتحية إمبارح لما نقعت الفطيرة ع الفرش..بس العيال كأنهم فص ملح ودوبته ف حلة طبيخ.. وولاد النصابة ماكانوش لسه دفعوا تمن الحاجة الساقعة..بس والنبى يا خويا ماتقولش لسى حسونة لحسن يطلع دين امى ويبعتنى أشتغل ف الدودة تانى عشان حكاية الحاجة الساقعة دى"
هههههه...
ياما كان نفسى أدفع نص عمرى وأشوف المشهد اللى بتحكيه البت سنية بعنيه..
وولف مخيبش ظنى كالعادة..بكرة أجيبله فرخة ناية م المزرعة مكافئة ليه..
يا خسارة يا كيرا..
كنت فاكرك اسطورة بس لقيتك شخصية مبالغ فيها..
إيه الصوت ده؟!
دى صفارة الزفر...
الساعة تعملها 10 بالليل..ياترى إيه اللى مسهرك يا زفر لحد دلوقت وجاى ليه؟
بصيت م الشباك لقيته بيشاورلى أنزله بسرعة بس النظرة اللى على وشه متطمنش !
خرجت م الشباك وعبطت على عمود النور اللى قدام الشباك ونزلت من عليه وقولتله وقلبى عمال يدق فى قلق:
- مالك يا زفر؟ ايه اللى جابك الساعة دى؟ حاجة حصلت لحد من اخواتنا؟
هز راسه فى صمت وقالى بإمتعاض:
-كيرا...مستنيك عند الكوبرى بتاع العزبة..هو وشلته..
قالها ومشى قدامى فلحقته وضحكت عشان اهدى توتره:
-طب وفيها إيه؟ تلاقيه جاى يعلن استسلامه وهزيمته ولا جاى يتفاوض.. حكم التحدى الأخير ده كنت متأكد إن لا كيرا ولا الجن الأزرق ذات نفسه يقدر يتخطاه..
فعقد الزفر حاجبيه وهز رأسه نافياً:
-معتقدش.. العيال جاية فرحانة المرة دى..ولما شافونى بصطاد م الترعة قالولى ابعتلنا رأفت ضرورى.. وإستنو عند الكوبرى.. فصفرت لبقيت الشلة وخليتهم يسبقونا هناك وجيتلك عشان تشوف جايين ليه ف وقت زى ده..أهم هناك أهم..
وصلنا الكوبرى ولقيت شلتى قاعدة ف جمب وكيرا وشلته قاعدة ف جمب عمالين يضحكو.. الصراحة اتوغوشت.. فرحت طوالى لكيرا وسألته ببرود ظاهر-عكس اللى حاسس بيه:
- أفندم..مستعجل ليه؟ ما كنت تستنى لبكرة والنهار له عنين..
لقيته بيقرب منى وبيبصلى بنظرة ثقة خلت قلبى يرفرف فى فزع وقال:
- معلش يا كوهين بيه.. بس أنا خفت لتبوظ مش أكتر..
بلعت ريقى فى توتر وقلت بصوت خافت:
- هى إيه دى؟
فحط كيرا إيده فى جيبه وطلع منها حاجة قد الكف ملفوفة ف كيس إسود وقال وهو بيرميهالى ف إيدى وبيضحك هو وشلته:
-دى..
فتحت الكيس ولقيت الدونيا بتدور من حواليا..
لقيت راس وزة..
ومش أى وزة..
وزة ستى تريزا بعنيها اللون ولون..
بصيت لفريقى لقيتهم مصدومين زيى بالظبط.. وبصيتله لقيته باصصلى ولذة الإنتصار على وجهه فقولتله وأنا مش مالك نبرة صوتى من الصدمة:
- طب إززز...إزاى؟؟! ده مستحيل؟!
ضحك وطلب مننا نهدى ونقعد عشان يشرحلنا إزاى فاز بالتحدى..
واللى قاله كان غريب..
غريب ومدهش..
* * *
متأملاً نظرة الذهول وخيبت الأمل اللتى تعلو وجه رأفت وفريقه.. شرعت فى الكلام:
- الصراحة.. أنا كنت زعلان من نفسى ف البداية..حسيت إنى غبى..إزاى متوقعتش إن موضوع الوزة فيه خدعة..
كوهين إتغاشم معايا وخدنى على مشمى..ولولا رد فعلى السريع كان زمانى فى المستشفى دلوقتى بسبب الكلب الهجين ده..
طبعاً كان ممكن أسم الكلب بسهولة..واحسرك عليه يا كوهين..بس الكلب ذنبه إيه؟ منا ممكن أخد الوزة برضه بس لو شغلت دماغى حبتين..ومن غير قتل ولا دم..
القصد..
بعد ما عرفت إن فيه كلب هجين عند ست تريزا..خدت الشلة ورجعنا "الحدادين" عشان أعرف أخطط على روقان..
وطول الطريق بفكر فى إجابة سؤال واحد..
ازاى أسرق الوزة من غير ما الكلب يشوفنى..؟!
بس دى وزة..مش بطة.. يعنى ممكن تصوت وتعمللى فضيحة وطبعاً الكلب لو صاحى مش هيرحم اللى جابونى ساعتها..
يبقى السؤال الأصح..
إزاى أسرق الوزة من غير ما تعمل صوت ومن غير ما الكلب يشوفنى؟!!
حسيت إنها بتتعقد أكتر..
ولما وصلنا البلد..ولقيت فريقى بيغنى ويرد على نفسه..سيبتهم وركزت فى المشكلة دى وفضلت أجيبها يمين لشمال..لحد ما جت فى دماغى فكرة غريبة..
بصيت لعجة لقيته بيلهط من كوز درة فنتشته من إيده-وسط دهشته- وطلبت منه يجيبلى لفة خيط أنَّب(خيط سميك بعض الشيئ) و مسلة(إبرة سميكة بعض الشيئ خخخ) فى التو والحال.. ومسكت كوز الدرة وفضلت أفرط فى حبه وفريقى باصصلى متنح لحد ما جه عجة بالخيط فبقيت أقطعه خيوط طويلة بطول مترين أو أكثر..
ولما قطعت ييجى 30 حتة..بقيت ألضمها فى المسلة وأخرم حباية الدرة وأدخل الخيط وأعقده ع الحباية..
فضلت أعقد التلاتين حتة خيط فى تلاتين حباية درة وبعد ما خلَّصت إتنهدت فى سعادة وقولت:
-هممم.. كده يبقى حلينا المشكلة..
لقيت درابوكة بيبصلى فى إستغراب شديد وبيقولى وهو بيهرش فى شعره المقمل:
- الصراحة.. أنا كنت زعلان من نفسى ف البداية..حسيت إنى غبى..إزاى متوقعتش إن موضوع الوزة فيه خدعة..
كوهين إتغاشم معايا وخدنى على مشمى..ولولا رد فعلى السريع كان زمانى فى المستشفى دلوقتى بسبب الكلب الهجين ده..
طبعاً كان ممكن أسم الكلب بسهولة..واحسرك عليه يا كوهين..بس الكلب ذنبه إيه؟ منا ممكن أخد الوزة برضه بس لو شغلت دماغى حبتين..ومن غير قتل ولا دم..
القصد..
بعد ما عرفت إن فيه كلب هجين عند ست تريزا..خدت الشلة ورجعنا "الحدادين" عشان أعرف أخطط على روقان..
وطول الطريق بفكر فى إجابة سؤال واحد..
ازاى أسرق الوزة من غير ما الكلب يشوفنى..؟!
بس دى وزة..مش بطة.. يعنى ممكن تصوت وتعمللى فضيحة وطبعاً الكلب لو صاحى مش هيرحم اللى جابونى ساعتها..
يبقى السؤال الأصح..
إزاى أسرق الوزة من غير ما تعمل صوت ومن غير ما الكلب يشوفنى؟!!
حسيت إنها بتتعقد أكتر..
ولما وصلنا البلد..ولقيت فريقى بيغنى ويرد على نفسه..سيبتهم وركزت فى المشكلة دى وفضلت أجيبها يمين لشمال..لحد ما جت فى دماغى فكرة غريبة..
بصيت لعجة لقيته بيلهط من كوز درة فنتشته من إيده-وسط دهشته- وطلبت منه يجيبلى لفة خيط أنَّب(خيط سميك بعض الشيئ) و مسلة(إبرة سميكة بعض الشيئ خخخ) فى التو والحال.. ومسكت كوز الدرة وفضلت أفرط فى حبه وفريقى باصصلى متنح لحد ما جه عجة بالخيط فبقيت أقطعه خيوط طويلة بطول مترين أو أكثر..
ولما قطعت ييجى 30 حتة..بقيت ألضمها فى المسلة وأخرم حباية الدرة وأدخل الخيط وأعقده ع الحباية..
فضلت أعقد التلاتين حتة خيط فى تلاتين حباية درة وبعد ما خلَّصت إتنهدت فى سعادة وقولت:
-هممم.. كده يبقى حلينا المشكلة..
لقيت درابوكة بيبصلى فى إستغراب شديد وبيقولى وهو بيهرش فى شعره المقمل:
- مشكلة إيه اللى إتحلت يا كيرا..؟! أنا موش فاهم اى إبن دين كلب..
قولتله وأنا بضحك:
- دلوقتى هتفهموا كل حاجة بس يلا بينا أوام على "ميت سها" عشان نلحق نتعشى..
بصوا لبعض فى دهشة بس لما لقونى سبقت جريوا ورايا..ولما وصلنا لغيط خس..خليتهم يستنونى ونزلت ونقيت خستين وغسلناهم بمية ترمبة وفضلنا ناكل منها واحنا بنجرى بس طلبت منهم يسيبوا الورق الأخضر الكبير وميرمهوش عشان هعوزه..وطبعاً كالعادة ماكنوش فاهمين..
المهم بعد جرى ييجى ربع ساعة وصلنا "ميت سها"..وعند الكوبرى شرحتلهم الخطة:
- بصوا يا جدعان..كيرا ما يتعلمش عليه أبداً..الوزة هتطبخ الليلادى يعنى هتطبخ..دلوقتى حسنين الاعرج هيقفل دكانه ويصلى العشا ويغور ف داهية تاخد اللى جايبينه هو ومراته.. وبعد ما يخلصوا صلاة..العزبة هتكون هس هس..وده وقتنا..
لقيت عجة بيقرب منى ويقول فى قلق:
- برضه مفهمناش أى إبن متناكة من شرحك.. ناوى تسرقها إزاى برضه..متحيرش دين أمى أكتر من كده..
بصيتله بثقة وقلت:
- دلوقت تشوف..بعد الصلاة.. هتشوف بعنيك..
فنظر لى بيأس وتنهد بضجر وجلس القرفصاء..
هفففف..ياللملل..
لم أكن أعلم ما يخبئه لى القدر بحبسى فى دار تلك المرأة الحيزبون..
كنت أعيش حياتى كأفضل ما يكون..لولا حماقتى وعقرى لقدم شخص كان يضرب سيدى..
كيف لى أن أعلم أنه أبيه؟!
وكان العقاب هو نفيي لتلك الدار الشؤم..وأصير خادماً لتلك السيدة الشمطاء..كم أرغب بعقر مؤخرتها المترهلة ..!!
الحياة هنا مملة ورتيبة..ولكن اليوم حدث شيئ غريب..بل شيئين:
الأول:- أثناء نومى-المتقطع بعض الشيئ بفضل تلك الأوزة الحمقاء واللتى أرغب فى إلتهامها لولا خوفى من سيدتى العجوز تباً لها- سمعت صوت أقدام تقفز بجوارى..
فتحت عينى وأرهفت السمع فوجدت غلاماً ضئيل البنية يلبس لبس رمادى من قطعتين..وشيئ رمادى اللون فى قدمه أيضاً..لم يكن رأنى بعد..أيكون لص؟
مرحى.. لقد وقع بين أنيابى ولن أرحمه..ولكن أولاً..سأزمجر له لتك الزمجرة المميزة الخليط بين زمجرة الكلاب وعواء الذئاب..
ها؟!!
أين ذهب؟!
لم أنتهى من الزمجرة حتى إختفى من أمام عينى كلمح البصر..!
التفت إلى "روث الكلاب"-الأوزة- فهكذا أسميها.. وسئلتها إن كانت لمحت ما لمحته منذ لحظات.. فهزت رأسها بالنفى ..
عمياء هى؟
تتفاخر سيدتى بأن وزتها لها عينين مختلفتان باللون..لست أدرى عمن تتحدث فـ روث الكلاب تمتلك عينين رماديتين وليست مختلفتان..اللعنة على العميان..!
ما العمل؟
هل أواصل النوم؟
أم أظل مستيقظاً لذالك اللص الخفى..
سأمزقه بأنيابى حال رأيته ولن أنتظر دقيقة..
أعتقد أن سيدتى أو سيدى سيكافئانى إن فعلت ذالك..وإنتظرت..
ولكنى شعرت بالملل..
فطلبت من روث الكلاب أن تأتى وتتناول بمنقارها تلك الحشرات المزعجة فى شعر جسدى..ولكنى نعست.. وحلمت حلم عجيب.. حلمت أن روث الكلاب قد جائتنى..ليست هى..بل رأسها.. وظلت تبكى..وهى تشير بلسانها المتدلدل من بين منقارها الى اليمين.. فابصرت اللص الرمادى اللون وهو يلتهم وركها بدون رحمة ولا شفقة.. وبجواره سيدى وهو متدثر بلباس رمادى ينظر لى بحزن شديد وخيبة أمل..
وإنتبهت على توقف روث الكلاب عن تدليكى بمنقارها.. وهنا..
حدث الشيئ العجيب الثانى:-أبصرت بروث الكلاب تتناول أوراق رمادية-أوراق خس- من على الأرض بمنقارها وتلتهمها فى سعادة بالغة..فإرتبكت..من أين أتت تلك الوريقات الرمادية؟
ولم تمضى ثوانى حتى وقعت ورقتان أخراوتان على الارض فسارعت روث الكلاب بإلتهامهما..!
وتم رم المزيد وروث الكلاب تلتهم ما يطوله منقارها بسعادة بالغة..
ها؟
ألن تكافئنى السماء أنا الأخر بعظمة على الأقل..أم أنها تفضل الأوز فقط؟!
ثم وقع على الأرض بجوارى حبوب رمادية اللون هجمت عليها وظلت تنقرها واحدة بواحدة حتى أتت على معظمهم..
وهنا..
أبصرت بها تنظر لى بفزع..
ماذا؟
ظلت تأتى بحركات غريبة برأسها وترفرف بجناحها..كأنها ترغب بقول شيئ لى..
ولكنى لم أفهم..
وفجأة..
حدث أمر عجاب..
لقد إرتفعت روث الكلاب الى السماء وما أن تجاوزت سور البيت حتى إختفت عن ناظرى..
ماذا يحدث لى؟!
ما بال كل شيئ أستغربه يختفى بغرابة أشد؟
أين أنت يا روث الكلاب..اين ذهبتى؟
بلا وداع حتى؟
هل ستعودى؟!
سأخلد للنوم رثيما تعودى..
كلا..
بل سأظل مستيقظاً متربصاً بذاك اللص الرمادى..
فلسوف يأتى..!
قولتله وأنا بضحك:
- دلوقتى هتفهموا كل حاجة بس يلا بينا أوام على "ميت سها" عشان نلحق نتعشى..
بصوا لبعض فى دهشة بس لما لقونى سبقت جريوا ورايا..ولما وصلنا لغيط خس..خليتهم يستنونى ونزلت ونقيت خستين وغسلناهم بمية ترمبة وفضلنا ناكل منها واحنا بنجرى بس طلبت منهم يسيبوا الورق الأخضر الكبير وميرمهوش عشان هعوزه..وطبعاً كالعادة ماكنوش فاهمين..
المهم بعد جرى ييجى ربع ساعة وصلنا "ميت سها"..وعند الكوبرى شرحتلهم الخطة:
- بصوا يا جدعان..كيرا ما يتعلمش عليه أبداً..الوزة هتطبخ الليلادى يعنى هتطبخ..دلوقتى حسنين الاعرج هيقفل دكانه ويصلى العشا ويغور ف داهية تاخد اللى جايبينه هو ومراته.. وبعد ما يخلصوا صلاة..العزبة هتكون هس هس..وده وقتنا..
لقيت عجة بيقرب منى ويقول فى قلق:
- برضه مفهمناش أى إبن متناكة من شرحك.. ناوى تسرقها إزاى برضه..متحيرش دين أمى أكتر من كده..
بصيتله بثقة وقلت:
- دلوقت تشوف..بعد الصلاة.. هتشوف بعنيك..
فنظر لى بيأس وتنهد بضجر وجلس القرفصاء..
* * *
(حوار تخيلى دار فى عقل الكلب وولف !)
هفففف..ياللملل..
لم أكن أعلم ما يخبئه لى القدر بحبسى فى دار تلك المرأة الحيزبون..
كنت أعيش حياتى كأفضل ما يكون..لولا حماقتى وعقرى لقدم شخص كان يضرب سيدى..
كيف لى أن أعلم أنه أبيه؟!
وكان العقاب هو نفيي لتلك الدار الشؤم..وأصير خادماً لتلك السيدة الشمطاء..كم أرغب بعقر مؤخرتها المترهلة ..!!
الحياة هنا مملة ورتيبة..ولكن اليوم حدث شيئ غريب..بل شيئين:
الأول:- أثناء نومى-المتقطع بعض الشيئ بفضل تلك الأوزة الحمقاء واللتى أرغب فى إلتهامها لولا خوفى من سيدتى العجوز تباً لها- سمعت صوت أقدام تقفز بجوارى..
فتحت عينى وأرهفت السمع فوجدت غلاماً ضئيل البنية يلبس لبس رمادى من قطعتين..وشيئ رمادى اللون فى قدمه أيضاً..لم يكن رأنى بعد..أيكون لص؟
مرحى.. لقد وقع بين أنيابى ولن أرحمه..ولكن أولاً..سأزمجر له لتك الزمجرة المميزة الخليط بين زمجرة الكلاب وعواء الذئاب..
ها؟!!
أين ذهب؟!
لم أنتهى من الزمجرة حتى إختفى من أمام عينى كلمح البصر..!
التفت إلى "روث الكلاب"-الأوزة- فهكذا أسميها.. وسئلتها إن كانت لمحت ما لمحته منذ لحظات.. فهزت رأسها بالنفى ..
عمياء هى؟
تتفاخر سيدتى بأن وزتها لها عينين مختلفتان باللون..لست أدرى عمن تتحدث فـ روث الكلاب تمتلك عينين رماديتين وليست مختلفتان..اللعنة على العميان..!
ما العمل؟
هل أواصل النوم؟
أم أظل مستيقظاً لذالك اللص الخفى..
سأمزقه بأنيابى حال رأيته ولن أنتظر دقيقة..
أعتقد أن سيدتى أو سيدى سيكافئانى إن فعلت ذالك..وإنتظرت..
ولكنى شعرت بالملل..
فطلبت من روث الكلاب أن تأتى وتتناول بمنقارها تلك الحشرات المزعجة فى شعر جسدى..ولكنى نعست.. وحلمت حلم عجيب.. حلمت أن روث الكلاب قد جائتنى..ليست هى..بل رأسها.. وظلت تبكى..وهى تشير بلسانها المتدلدل من بين منقارها الى اليمين.. فابصرت اللص الرمادى اللون وهو يلتهم وركها بدون رحمة ولا شفقة.. وبجواره سيدى وهو متدثر بلباس رمادى ينظر لى بحزن شديد وخيبة أمل..
وإنتبهت على توقف روث الكلاب عن تدليكى بمنقارها.. وهنا..
حدث الشيئ العجيب الثانى:-أبصرت بروث الكلاب تتناول أوراق رمادية-أوراق خس- من على الأرض بمنقارها وتلتهمها فى سعادة بالغة..فإرتبكت..من أين أتت تلك الوريقات الرمادية؟
ولم تمضى ثوانى حتى وقعت ورقتان أخراوتان على الارض فسارعت روث الكلاب بإلتهامهما..!
وتم رم المزيد وروث الكلاب تلتهم ما يطوله منقارها بسعادة بالغة..
ها؟
ألن تكافئنى السماء أنا الأخر بعظمة على الأقل..أم أنها تفضل الأوز فقط؟!
ثم وقع على الأرض بجوارى حبوب رمادية اللون هجمت عليها وظلت تنقرها واحدة بواحدة حتى أتت على معظمهم..
وهنا..
أبصرت بها تنظر لى بفزع..
ماذا؟
ظلت تأتى بحركات غريبة برأسها وترفرف بجناحها..كأنها ترغب بقول شيئ لى..
ولكنى لم أفهم..
وفجأة..
حدث أمر عجاب..
لقد إرتفعت روث الكلاب الى السماء وما أن تجاوزت سور البيت حتى إختفت عن ناظرى..
ماذا يحدث لى؟!
ما بال كل شيئ أستغربه يختفى بغرابة أشد؟
أين أنت يا روث الكلاب..اين ذهبتى؟
بلا وداع حتى؟
هل ستعودى؟!
سأخلد للنوم رثيما تعودى..
كلا..
بل سأظل مستيقظاً متربصاً بذاك اللص الرمادى..
فلسوف يأتى..!
* * *
وسط قهقهات الأعجاب من فريقى أنهيت الحديث.. ونظرت لرأفت فوجدت نظرة غريبة بعينيه..
نظرة إهتمام وإعجاب !
قال لى وهو يبتسم:
-يعنى إنت رميتلها ورق الخس طعم لحد ما تيجى جمب السور وبعدين رميت حب الدرة المربوط بفتل أنَّب ولما بلعته وإتعقد فى حوصلتها شديت الخيط من بره السور ورفعتها من غير ما تكون قادرة على تطليع صوت لأنها مخنوقة بكوم الدرة والخيط اللى بلعته..برافو عليك بجد.. عجبتنى..
رددت ببرود:
-متشنكر.. المهم..إيه هو المطلوب مننا عشان نموت الحوار بقى.. كده النتيجة اتنين لفريقى وتلاته لفريقك.. ينفع ندفع بلى أو جوبيى(مصيدة سمك) بدل شغل البعابيص والهبل ده؟
لقيت رأفت بصلى بجدية ولأول مرة أحس إن لون عنيه بيخوف بالليل وقال:
- كيرا أنا معجب بذكائك.. ومش حابب نخسر بعض بالطريقة البايخة دى..فهعمل معاك صفقة هتعجبك.. أنا هلغى موضوع البعابيص دى من اليمتين.. وهديك 20 جنيه مكافئة ده غير إنى هطلع عليك لقب كيرا الفاجر لو نجحت فى تحقيق الطلب اللى هطلبه منك ده..
بصيتله فى إهتمام وسئلته :
- طلب إيه؟
بص لفريقه بتوتر وزادت سرعت تنفسه وقال بصوت متقطع:
- عايزك تخلى الكبَّاش يرجع يعيش تانى
-نعم يا خويا.. يطلع مين الكبَّاش ده..وحد قالك إنى ربنا عشان أرجعه يعيش..ما تفوق يا كوهين..ولا صدمة الوزة ماثرة عليك..
بلع ريقه فى إثارة وقال:
نظرة إهتمام وإعجاب !
قال لى وهو يبتسم:
-يعنى إنت رميتلها ورق الخس طعم لحد ما تيجى جمب السور وبعدين رميت حب الدرة المربوط بفتل أنَّب ولما بلعته وإتعقد فى حوصلتها شديت الخيط من بره السور ورفعتها من غير ما تكون قادرة على تطليع صوت لأنها مخنوقة بكوم الدرة والخيط اللى بلعته..برافو عليك بجد.. عجبتنى..
رددت ببرود:
-متشنكر.. المهم..إيه هو المطلوب مننا عشان نموت الحوار بقى.. كده النتيجة اتنين لفريقى وتلاته لفريقك.. ينفع ندفع بلى أو جوبيى(مصيدة سمك) بدل شغل البعابيص والهبل ده؟
لقيت رأفت بصلى بجدية ولأول مرة أحس إن لون عنيه بيخوف بالليل وقال:
- كيرا أنا معجب بذكائك.. ومش حابب نخسر بعض بالطريقة البايخة دى..فهعمل معاك صفقة هتعجبك.. أنا هلغى موضوع البعابيص دى من اليمتين.. وهديك 20 جنيه مكافئة ده غير إنى هطلع عليك لقب كيرا الفاجر لو نجحت فى تحقيق الطلب اللى هطلبه منك ده..
بصيتله فى إهتمام وسئلته :
- طلب إيه؟
بص لفريقه بتوتر وزادت سرعت تنفسه وقال بصوت متقطع:
- عايزك تخلى الكبَّاش يرجع يعيش تانى
-نعم يا خويا.. يطلع مين الكبَّاش ده..وحد قالك إنى ربنا عشان أرجعه يعيش..ما تفوق يا كوهين..ولا صدمة الوزة ماثرة عليك..
بلع ريقه فى إثارة وقال:
- بالعكس يا كيرا..موضوع الوزة ده هو اللى فوقنى وإدانى أمل..واحد زيك بذكائك ده ممكن يساعدنى ويحل مشكلة بقالها سنتين معذبانى.. وإنت ممكن تنقذ الكبَّاش وترجعه يعيش تانى.. بس الموضع فيه مخاطرة وأنا مش هغشك.. لأن "الـبألجى" مبيرحمش..
فز النمس بفزع وردد:
- البألجى..؟؟!! بلاش يا كيرا..بلاش وغلاوتى عندك..
عقدت حاجبى فى قلق..مين البألجى ده؟ ورأفت عايز إيه منه؟ ومين الكبَّاش ؟ وأرجعه يعيش إزاى؟
فطلبت من رأفت إنه يحكى بالتفصيل..
بس اللى حكاه ميطمنش..
وبعدين يا كيرا..
ناوى تورط نفسك فى إيه تانى؟
اللى بيطلبه رأفت ده مش سهل..
أعمل إيه؟
أوافق..
ولا أرفض..
أعمل إيه؟
يتبع...
فى الجزء القادم(الأخير).. هقولكم إيه هى قصة الكبَّاش .. وإيه اللى حصللى مع البألجى.. وإيه هى قصة القرن العجيبة-اللى إتأخرت جزئين- وعلاقتها برأفت كوهين..
تحياتى..
فز النمس بفزع وردد:
- البألجى..؟؟!! بلاش يا كيرا..بلاش وغلاوتى عندك..
عقدت حاجبى فى قلق..مين البألجى ده؟ ورأفت عايز إيه منه؟ ومين الكبَّاش ؟ وأرجعه يعيش إزاى؟
فطلبت من رأفت إنه يحكى بالتفصيل..
بس اللى حكاه ميطمنش..
وبعدين يا كيرا..
ناوى تورط نفسك فى إيه تانى؟
اللى بيطلبه رأفت ده مش سهل..
أعمل إيه؟
أوافق..
ولا أرفض..
أعمل إيه؟
يتبع...
فى الجزء القادم(الأخير).. هقولكم إيه هى قصة الكبَّاش .. وإيه اللى حصللى مع البألجى.. وإيه هى قصة القرن العجيبة-اللى إتأخرت جزئين- وعلاقتها برأفت كوهين..
تحياتى..